لا حديث هذه الأيام على مواقع الإجتماعية والإخبارية إلا عن القياديين في حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوية للبيجيدي، فاطمة النجار وعمر بن حماد، اللذين ضبطتهما دورية أمنية فجر الأحد بشاطئ “المنصورية” في حالة تلبس داخل سيارة من نوع “مرسيديس”، قبل أن يدافعا عن فعلتهما أثناء التحقيق التمهيدي بكونهما متزوجين عرفيا. هذا “الكوبل” الذي اختلفت بشأنه القراءات والتحليلات ليس الأول من نوعه، بحيث سبقه “كوبلات” أخرى استأثرت هي الأخرى باهتمام رواد مواقع التواصل الإجتماعي، إلى درجة أن هناك من رأى أن الهدف من وراء خروجها للعلن تصفية الحسابات السياسية.
الكوبل الدعوي.. عمر وفاطمة
اعتراف القياديان في حركة التوحيد والإصلاح أثناء التحقيق معهما على خلفية واقعة “المنصورية” أن الرابطة التي تجمعهما هي “الزواج العرفي”، الأمر الذي أثار غضب الحركة التي ينتميان إليها مقررة بذلك تعليق عضويتهما تحت مبرر أنها لا تقر ب “الزواج العرفي”، ومؤكدة في نفس الوقت صحة الخبر الذي يواصل حصد المزيد من التعليقات على المواقع الإجتماعية ولا سيما فيسبوك، والتي تتأرج في معظمها بين التضامن مع “الكوبل الدعوي” وتوجيه الإنتقادات لهما على أساس أنهما حللا لنفسيهما ما كانا يحرمانه على الآخرين في خرجاتهما الدعوية الموثقة بالصوت والصورة على موقع “يوتوب”. ويرى المتضامنون مع المتزوجين عرفيا، عمر وفاطمة، أن ما حدث لهما يندرج ضمن حملة الإستهداف التي يتعرض لها “البيجيدي” وجناحه الدعوي من طرف المشوشين وقوى التحكم على بعد أسابيع من انتخابات السابع من أكتوبر المقبل، وفي المقابل وجه مغاربة آخرون انتقادات لاذعة لهما وصلت إلى حد وصفهما ب “تجار الدين” الذين يقولون ما لا يفعلون، على حد تعبيرهم.
الكوبل الحكومي.. لحبيب وسمية
اهتزت الحكومة قبل أشهر على وقع قصة حب جمعت الوزيرين لحبيب الشوباني وسمية بنخلدون وانتهت بمغادرتها للحكومة بناء على طلبهما بعد الإحراج السياسي الذي تسببا فيه لحزب العدالة والتنمية الذي ينتميان إليه، القضية انفجرت حينما نشرت يومية “الصباح” خبرا تقول مفرداته وجود علاقة حب بين وزير ووزيرة في حكومة العدالة والتنمية على وشك أن تكلل بالزواج، قبل أن ينكشف إسم الوزير والوزيرة المعنيان بهذه العلاقة التي أثارت موجة من السخرية على المواقع الإجتماعية، وخصوصا بعد أن تأكد انتماء الوزيرين إلى “البيجيدي” الذي يقود الحكومة.
وإلى جانب الأصوات التي صدحت غضبا من علاقة “الكوبل الحكومي” الغرامية خارج مؤسسة الزواج، ظهرت أصوات أخرى حاولت الدفاع عنهما من منطلق أن الوزيرين المتورطين في هذه العلاقة ضحية لجهات “خفية” تسعى بكل الوسائل الممكنة إلى النيل من السمعة الكبيرة التي بات حزب بنكيران يتمتع بها لدى فئات واسعة من المغاربة.
الكوبل الأمازيغي.. مليكة وعصيد
وجد المفكر الأمازيغي أحمد عصيد نفسه في موقف لا يحسد عليه بعدما شرعت الشاعرة الأمازيغية المثيرة للجدل مليكة مزان في نشر “غسيل” ما أسمته ب “العلاقة الغرامية” التي كانت تجمعها بعصيد، ولإضفاء المصداقية على كلامها، نشرت مزان على جدارها الأزرق نسخة من وثيقة قالت إنها بمثابة عقد الزواج العرفي الذي كان يجمعهما والمكتوب بخط يده. العديد من المحسوبين على التيار السلفي وجدوا في منشورات مزان ضد عصيد مادة دسمة لإعلان الحرب على هذا الأخير انتقاما منه على خلفية مواقفه العلمانية الجريئة، ونذكر في هذا السياق الإنتقادات اللاذعة التي وجهها الشيخ السلفي محمد الفزازي على صفحته الرسمية على “فيسبوك”. غير أن هناك نشطاء حقوقيون اتهموا مزان بخوض حرب بالوكالة ضد المفكر الأمازيغي أحمد عصيد المعروف بخرجاته الإعلامية الجريئة ليس فقط من التيارات السلفية، وإنما أيضا من المخزن والأنظمة السلطوية بصفة عامة.
الكوبل الفاسي.. بادو والفهري
لا يمكن أن نغلق موضوع “الكوبلات” الذي تعرف عليه المغاربة من خلال وسائل الإعلام، وخصوصا الإلكترونية منها، دون التطرق إلى كوبل من نوع آخر يمكن أن نسميه ب “الكوبل الفاسي” نسبة إلى عائلة الفاسي العريقة التي منحت المغرب العشرات من الوطنيين والسياسيين، وخصوصا في فترة الإستعمار وما بعد الإستقلال. والمقصود ب “الكوبل الفاسي” ياسمية بادو وزوجها الفاسي الفهري اللذين وجه إليهما القضاء قبل سنوات على التوالي تهمة تحويل أموال دون علم مكتب الصرف من أجل شراء شقتين فاخرتين بالعاصمة الفرنسية باريس بمبلغ ستة ملايير سنتيم وتهمة الإفلاس المالي الذي كاد أن يعصف بالمكتب الوطني للماء والكهرباء لولا تدخل الدولة من خلال ضخ 40 مليار درهم في ميزانيته. وكما كان متوقعا اعتبر حزب الإستقلال تحريك وزير العدل والحريات مصطفى الرميد لهذا الملف المجهول المصير محاولة لتصفية حسابات سياسية مع حزب علال الفاسي على خلفية انسحابه من الحكومة.
