في مكان هامشي بحي التقدم بمدينة الرباط، تقطن أسرة “مصطفى”، أحد ضحايا الإنفجار الذي هز المدرسة الوطنية للطاقة والمعادن أمس الإثنين.
في أول صورة التقطها طاقم “فبرايركوم”، تجلت مظاهر البؤس والفقر الذي تعيشه أسرة مصطفى المكونة من زوجة ربت بيت وثلاث فتيات في سن التمدرس، وأمه المصابة بمرض زهايمر بالإضافة إلى أنها ضريرة.
صمت ودموع
اللله يرحمو، الله يرحمو..”اكتفت لبنى زوجة الراحل بهذه الكلمات، وأخذت تكررها مع كل سؤال نطرحه عليها، وبين الكلمة والتي تتبعها طغى صمت حزين، حاولت لبنى أن تقول من خلاله نظراتها مستقرة على بناتها الثلاث “رحل ورحل معه كل شيء”.
بنات ثلاث في ربيع عمرهن، سرق القدر منهما نعمة “الأب”، لم نستطع أن نوجه إليهن أكثر من “الله يصبركم”، فالصمت كان سيد الموقف، خاصة وأن دفن والدهن لم تمر عليه سوى بضع ساعات، أما الأخت الصغرى”اعطيناها مهدئ باش نعسات” تقول إحدى أفراد الأسرة.
أم لا تعرف عن وفاة ابنها شيئا
أخبرنا فرد من أسرة مصطفى، أن أم مصطفى مصابة بزهايمر، وكلما تذكرت أن لها ابنا اسمه مصطفى، تناديه فيسارع شقيقه محمد بالقدوم إليها موهما إياها أنه مصطفى.
أخبرنا محمد أنهم يخشون أن يصيب أمهم مكروها وهي المسنة الثمانينية، لذلك “خبينا عليها الموت ديالو، وهي ضريرة ما كاتشوفش والسمع ديالها تقيل، يعني ما كتفرقش بيني وبينو” يضيف محمد .
القصة بفعل فاعل وليست مجرد حادث
قال محمد شقيق مصطفى، نحن لحد الآن لم نتخذ أي إجراء بعد لأن المصاب جلل، والجرح جديد، وأضاف مستدركا، أن صاحبة شركة « la ville verte » حيث كان يعمل مصطفى، أخبرته بأنها سترفع دعوى ضد إدارة « LENIM »، لأن سبب الإنفجار يرجع إلى مشكل في صيانة السخان المائي، ولإهمال الإدارة، على حد تعبير.
وطالبت أسرة مصطفى الكنتاوي، بتطبيق القانون، وحماية حقوقهم ومستحقات زوجته وبناته.
هذا وقام مجموعة من طلبة المدرسة الوطنية للطاقة والمعادن، بزيارة أسرة مصطفى، كما وجه مكتب الطلبة بيانا استنكاريا لإدارة المدرسة، احتجاجا على الوضعية التي كان عليها السخان المائي، الذي طالبوا بإصلاحه أكثر من مرة، على حد تعبير إحدى الطالبات.