منذ البداية، كان الفنان سعيد الصنهاجي يعرف أنه سيقضي أياما عصيبة مع الشخص الذي بدأ في ابتزازه بشريط الفيديو إياه، وكان يعلم أن نهاية هذه القضية يتطلب صبرا ومجهودا للإيقاع بمبتزه في الفخ، ولذلك ظل يراوغ صاحب المكالمة الذي قدم نفسه أنه من أبناء الجالية المغربية بإسبانيا، وأنه يتوفر على ذات الشريط الذي ليس في مصلحة سعيد الصنهاجي، وأنه يرغب في المال مقابل عدم النشر!.
هكذا بدأت القضية بين صاحب المكالمات المزعجة وسعيد الصنهاجي، قبل أن تتطور إلى الضغط والابتزاز حينما طالب «ابن الجالية المغربية بإسبانيا» من سعيد الصنهاجي تسليمه 6000 أورو، أي حوالي 60 ألف درهم!
ولأن القضية تتعلق بشريط فيديو يمكن أن يتهور ذات الشخص وينشره في الشبكة العنكبوتية في أية لحظة، وهو ما حدث فعلا، كان على سعيد الصنهاجي أن يسرع في الإيقاع بمبتزه، وأن يبعث له مبلغ 2000 درهم عبر وكالة تحويل الأموال بمدينة طنجة، حيث كان الهدف الأهم التعرف على الهوية الحقيقية للشخص المبتز.
في الثاني من الشهر الجاري تم تحويل المبلغ، وفي اليوم الموالي، تحركت عناصر الأمن التي كانت قد تسلمت شكاية سعيد الصنهاجي في القضية، وهكذا بدأت الخيوط كلها تقود إلى الشخص الذي سحب المبلغ من وكالة تحويل الأموال بمدينة طنجة، في تلك اللحظة بالضبط تنفس سعيد الصنهاجي الصعداء، حينما علم أن الشخص الذي ظل يبتزه على هاتفه الخاص في يد الأمن، غير أن عناصر الشرطة التي تابعت تفاصيل القضية من البيضاء إلى طنجة ثم تطوان، ستكتشف أن الشخص الذي سحب المال من الوكالة ليس هو بالضبط الشخص الذي كان يبتز سعيد الصنهاجي!
في المقال القادم، يقدم لكم «فبراير» هذا اللغز الذي كشف تفاصيله عناصر الأمن.
