يقول الفيلسوف الألماني؛ لودفيغ فيورباخ: الأسرار الأكثر عمقا تسكن الأشياء الطبيعية الأكثر بساطة.
هذا تماما هو الوصف الدقيق للمكان الذي نتواجد فيه، نقطة تحتاج تكبير الخريطة مرات لتلمحها، مدينة منسية منزوية إلى ركن قصي من هذا الوطن، متاخمة لعاصمته العلمية، مثقلة بهموم سكانها..مواطنون من الدرجة الثانية، سيقوا إلى رموسهم ظلما وعُدوّا، ودفنوا أحياء ولما يفارقوا الحياة، البهاليل، مدينة لم يشفع لها تاريخها النضالي العاج بوقائع تؤكد خدمة سكانها لوطنهم وتضحيتهم من أجله بالأنفس والمال، لم يشفع لها كل ذلك أن تنال بعضا من واجب الوطن تجاهها.
في مغرب القرن الواحد والعشرين، مغرب التظاهرات العالمية الضخمة، والعمارات الشاهقة، والمنتجعات السياحية الفاخرة…لا يزال جزء من المغاربة يعيش داخل الكهوف، نعم، تحت الأرض وسط أحزمة من البؤس تنعدم فيها أبسط شروط الحياة الكريمة،
فبراير، يفتح الملف الحاضر المغيب، ويخترق أماكن كانت بالأمس القريب عصية على الكاميرا، نقلب صفحات من معاناة بعض قومنا المغتربين، قوم تجمعهم وحدة الحال ووحدة الشعور بالإختلاف عن الآخرين.
