في رسالة إنسانية نبيلة، اختار الطفل يوسف التازي باعتباره أصغر متسلق مغربي وعربي ينحح في الوصول الى أعلى قمة بتركيا (جبل أرارات)، الصعود إلى قمة جبل توبقال (أعلى قمة بشمال إفريقيا والعالم العربي) للمرة الثالثة، لتوجيه رسالة إنسانية لجميع محبي الطبيعة والسلام عبر العالم.
وبفضل الطفل المغربي رفرفت راية فلسطين مع راية المملكة المغربية بقمة جبل توبقال، متحديا قساوة الطقس لتعميم رسالته لتكن إنسانا.. هذا يكفي للتضامن مع فلسطين.
وقد قرر يوسف “البطل” جعل صعوده إلى قمة توبقال محطة تضامن إنساني، تم تحقيقه في ظروف طقس صعبة، حيث عرفت قمة توبقال يوم الأحد الماضي أولى التساقطات الثلجية، مصحوبة بعواصف جعلت عملية الصعود إلى القمة محفوفة بعدد من المخاطر.
ومثله مثل ملايين الاطفال والفتيان والشباب عبر العالم، تأثر “البطل” يوسف التازي بما يتعرض له أطفال غزة وفلسطين الأبرياء من تقتيل وحرمان من السلامة الجسدية والنفسية، ومن حصار وتجويع، وانتهاك لجميع الحقوق التي تكفلها المواثيق الدولية.
وقد تزامن صعود يوسف التازي إلى قمة توبقال مع مسيرة الشعب المغربي بالرباط التي إنعقدت يوم الأحد المنصرم تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بجرائم الحرب التي يواصل ارتكابها الاحتلال الإسرائيلي مخلفا آلاف القتلى والجرحى من اطفال ونساء وشيوخ ومدنيين فلسطينيين بغزة.
وكان الطفل المغربي يوسف التازي، الذي يبلغ من العمر 12 عاما، قد تسلق أعلى قمة جبلية في تركيا، وهي قمة “أرارات” التي يفوق ارتفاعها 5000 متر، وفقا لما أعلنه والده ومرافقه في الرحلة، عمر التازي.
وبعد رحلة دامت خمسة أيام وانطلقت من مدينة دوغبايزيد التركية، بلغ يوسف التازي قمة جبل “أرارات”، الواقع على الحدود بين تركيا وأرمينيا، ليصبح بذلك أول طفل مغربي يتسلق جبلا تفوق قمته خمسة آلاف متر.
وفي تصريح سابق له، قال أب الطفل يوسف، عمر التازي: “يشرفني الإنجاز الاستثنائي الذي حققه ابني ذو 12 عاما، متسلحا بشغفه وشجاعته وعزيمته الصلبة على رفع العلم الوطني فوق أعلى قمة جبلية في تركيا بارتفاع 5165 مترا، وذلك بعد رحلة جبلية دامت خمسة أيام مليئة بالدروس والتحديات”.
وأضاف السيد التازي “وبذلك يصبح يوسف أصغر متسلق مغربي يتحدى الخوف ويواجه برودة الطقس وقلة الأوكسجين ويتعدى حاجز ارتفاع الخمسة آلاف متر”.
يذكر أن يوسف وعمر التازي اختارا اجتياز هذه المغامرة بعد أكثر من سنة من الاستعدادات البدنية والنفسية والطبية، وبعد تسلق عدد من القمم الجبلية في المغرب، يفوق علو بعضها 4000 متر.
وعشية انطلاق رحلة التسلق، قال عمر التازي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن خوض هذه المغامرة “جاء بعد تفكير طويل وتشاور مع متسلقين محترفين، مما تطلب منا الحذر الشديد في كل خطواتنا واستعدادات مكثفة لمدة 14 شهرا”.
وأشار السيد التازي إلى أن استعدادات تسلق قمة (أرارات) شملت “متابعة طبية منتظمة، ونظاما غذائيا خاصا، وتحضيرا ذهنيا، وتأقلما مستمرا مع المرتفعات، وحصصا منتظمة لتقوية اللياقة البدنية، ولضمان سلامة يوسف”.
