قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن كل ما يجري في غزة يمثل تجسيدا حقيقيا للإبادة الجماعية، مشدد على أن “إسرائيل” ارتكبت جميع هذه الانتهاكات الفظيعة وبتوسع، وبقرار معلن رسمي من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في سابقة غير معهودة في تاريخ النزاعات المسلحة.
وشدد المرصد الحقوقي ومقره جنيف، في بيان له، أن تصعيد “إسرائيل” سياساتها الانتقامية ونهجها القائم على الإبادة الجماعية، وانتهاكاتها الجسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، يتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لضمان الوقف الفوري لها، والمحاسبة عليها، والتوقف عن ازدواجية المعايير التي تحكم مواقف الكثير من الدول والجهات حتى الآن على حساب حقوق الإنسان.
كما أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، حرب التجويع والتعطيش والتسبب بالأوبئة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بالتزامن مع جرائم القتل الجماعي والتدمير الواسع للأحياء السكنية على رؤوس قاطنيها.
وقال المرصد الأورومتوسطي، إنه يتابع بخطورة بالغة عمليات القصف الإسرائيلي الممنهجة التي ترمي إلى مفاقمة أزمة النقص للمواد الغذائية والتموينية التي بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة.
ووثق فريق الأورومتوسطي تعمد “إسرائيل” قصف المخابز في قطاع غزة، إذ طال التدمير 10 منها حتى الآن، آخرها مخبز المغازي الذي استهدف يوم الأربعاء بعد ساعات من تزويده بالدقيق من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ما أدى إلى تدميره ومقتل 10 فلسطينيين ممن كانوا يصطفون لطوابير لشراء الخبز.
ولفت إلى أن بعض المخابز المستهدفة تلقت كميات من الدقيق من وكالة الأونروا لتأمين احتياجات مئات آلاف النازحين في مناطق جنوب وادي غزة التي حددتها “إسرائيل” كمنطقة آمنة مزعومة، رغم استباحتها على مدار الساعة بمئات الغارات.
وأشار الأورومتوسطي إلى تعمد “إسرائيل” استهداف الأسواق ومراكز تسوق في وقت ذروة تحرك السكان لشراء احتياجاتهم، ما يدلل على وجود قرارا بشل قدرة وصول المدنيين على هذه المراكز لتأمين احتياجات لبعض ما تبقى فيها من مواد غذائية.
كما أن القصف الإسرائيلي طال مخزنا للمواد التموينية لوكالة الأونروا في شمال قطاع غزة، في الأيام الأولى من الهجوم العسكري واسع النطاق المستمر على القطاع.
وذكر المرصد ذاته، أن فرقه الميدانية، رصدت تعمد هجمات “إسرائيل” استهداف تمديدات المياه البديلة التي عملت عليها البلديات لتوصيل المياه للتجمعات السكنية ومراكز إيواء النازحين كما حدث في خانيونس خلال الأيام الماضية؛ وهو ما يدلل على وجود قرار سياسي وعسكري إسرائيلي بحرمان المدنيين من حقهم في الحصول على المياه.
ولفت المرصد، أن ذلك يترافق مع تفاقم حاد لأزمة نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء في وقت نزح نحو مليون ونصف نسمة من أصل 2.3 مليون من مناطق سكنهم وغالبيتهم يقيمون في مراكز إيواء وساحات المدارس والمستشفيات من دون أي من احتياجاتهم الأساسية.
ولا يزال الوقود، الذي تشتد الحاجة إليه لتشغيل المولدات الاحتياطية، محظورا من الدخول إلى قطاع غزة بقرار إسرائيلي، ونتيجة لذلك، فإن الأونروا وهي أكبر جهة تقدم المساعدات الإنسانية في غزة، استنفدت تقريبا احتياطاتها من الوقود وبدأت في تقليص عملياتها بشكل كبير.
كما أن أزمة الوقود يؤكد تقرير المرصد، تهدد بتوقف شامل لعمل المخابز المتبقية في قطاع غزة، فيما تتصاعد التحذيرات من تأثيرات انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك تعرض النساء والأطفال لخطر سوء التغذية، مما سيؤثر سلبًا على صحتهم المناعية، ويزيد من خطر الوفاة لكل من الأمهات والأطفال.