أطلقت جبهة “البوليساريو”، وفق إعلان صادر عن الجبهة، أربع مقذوفات استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة.
ويتعلق الأمر بانفجار بحي “لازاب” وحي السلام والحي الصناعي (انفجاران)، مما أدى إلى مقتل شخص واحد إصابة ثلاثة آخران، اثنان منهما في حالة خطيرة، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال كيف استطاعت “البوليساريو” أن تقدم على هذه الخطوة؟ وهل يمكن أن تتم عملية قصف مدينة السمارة على بعد كيلومترات من الحزام الأمني؟ وما نوعية الأسلحة المتخدمة؟.
وللإجابة عن هذه الأسئلة أجرى موقع “فبراير”، اتصالا هاتفيا بالعربي النص، خبير عسكري، وضابط سابق في جبهة البوليساريو، حيث أوضح أن منظوره لهذه الانفجارات لحظة مشاهدته لأماكن القصف والحفر التي خلفتها تأكد أنها مقذوفات وليست ألغام أو بقايا طائرة مسيرة، بل اعتبر أن الأمر يتعلق بشيء مقذوف من خارج المدينة قد يكون مرمي من وراء الحزام الأمني.
وأكد العربي النص في ذات السياق، عن مدى إمكانية اقتراب ميليشيات “البوليساريو”، من الحزام الأمني، مؤكدا أنه يمكن الإقتراب إلى أقصى حد من الحزام خاصة من طرف عناصر خفيفة متسللة بين ثلاث إلى خمسة أشخاص مشاة.
وبالحديث عن نوعية الأسلحة المستخدمة، رجح الضابط السابق في جبهة البوليساريو، أن الأسلحة المستعملة قد تكون “كراد بي” “GRAD P” الذي هو أنبوب من منصة صورايخ معزول قد يصل مداه الأصلي إلى 12 كلم، مشيرا، إلى أنه تم تعديله في مجموعة من الدول وأصبح مداه يصل إلى 40 كلم بعد تعديل ذخيرته.
وقال العربي النص، في ذات السياق، إن السلاح الوحيد الخفيف الذي يمكن مسلحي الجبهة من الاقتراب من الجدار الأمني ورمي مقذوفات الى مسافات تصل إلى 40 كلم هو سلاح “كراد بي” وكثيرا ما تستعمله العصابات عادة التي تهاب المراقبة والرصد.
وجوابا على القراءة السياسية للحادث، أورد الضابط السابق أن “البوليساريو” ، أعادت نفس خطأ واقعة الكركرات، وأطلقت النار على رجلها، وذلك لثلاث أسباب.
أولها سياسي، وفق النص، وهو فتح المجال أمام أي دولة باتهام وتصنيف جبهة “البوليساريو” كحركة تستهدف المدنيين العزل بشكل عشوائي، سيترتب عنه الكثير حسب القانون الدولي وقوانينه العقابية الصارمة على مستوى كافة المستويات داخليا وخارجيا، مشيرا إلى السياقات المتسمة بكثير من التحليلات الدولية العديدة، والمتمثلة في كون جبهة “البوليساريو” لها علاقات مع حركات الإرهابية في الساحل الافريقي وشبهات تحركات الأسلحة المشبوهة.
عسكريا، للمغرب خطط وأهداف، كانت تنتظر الوقت المناسب لتنفيذها على أرض الواقع قد يتعلق الأمر بقصف أماكن حساسة، أو تأمين أراضي تتحرك فيها عناصر جبهة “البوليساريو” والكثير من الأهداف الأخرى، مضيفا أنه باعتراف “البوليساريو” الضمني، بقصف المدنيين عشوائيا داخل المدن، وهو ما تم توثيقه بالصور والوثائق، تعطي للقوات المسلحة الملكية، إتخاذ اجراءات مضادة مطروحة مسبقا على الطاولة لم تتخذها دون وجود أدلة دامغة في تورط الجبهة في ذات السياق.
ثم ثالثا، يردف العربي النص، أن الواقعة قد ينضاف إلى ما سبق وهو أن الفوضى العارمة والتخبط العشوائي الذي تعيشه قيادة جبهة “البوليساريو” وتآكل المجتمع داخل مخيمات تندوف على كافة المستويات، أبرزها تزايد منسوب اليأس عندهم وخيبات الأمل المتزايدة والوضع المزري وزيادةعلى تسلط الحكام وغلق المخيمات من الجزائر.
وختم المتحدث عينه، أن حلقة جديدة من مسلسل ملف الصحراء قد فتحت، متوقعا أن المملكة المغربية لن تتخذ أي قرار حتى استكمال تحقيقاتها بشكل يتماشى مع كافة السياقات التي تضمن له ردة فعل مناسبة.
جدير بالذكر أن جبهة “البوليساريو”، قد أصدرت بلاغا عبر ما يسمى “وكالة الأنباء الصحراوية”، تؤكد فيه تورطها بقصف عدة قطاعات من ضمنها ما أسمته بقطاع السمارة.