هل تعرفون خديجة معاريف؟
عينين ناعمتين رسمهما الخالق ناعستين، وفيهما نظرات تحيل على الكثير من الدلال والغنج، لكن عكس الطبيعة، الرسائل التي تبعث بهما مليئة بالكثير من التحدي ومواجهة الآخر..
هي ذي خديجة معاريف، صقلت مهاراتها داخل الوطن وخارجه، وأقنعت البريطانيين بالاستماع إليها بكثير من التقدير والإحترام.
هي ابنة البلد التي تستعد للترشح في الانتخابات البريطانية وبالضبط في باكنهامشر، وإذا فازت، وهذا ما نتمناه لها، فستنضاف إلى نخبة المهاجرات والمهاجرين المغاربة الذين نجحوا في
رفع علم بلدهم المغرب عاليا.
لقد استطاعت خديجة معاريف كسر الصورة النمطية للمرأة المحجبة في الغرب، وفرضت حضورها بقوة في عدة ميادين، أبرزها تكوين وتأطير النساء والمناظرة السياسية والبزنس.
قبلت خديجة معاريف، الكاتبة والمتحدثة الدولية دعوتنا بصدر رحب، واستقبلت أسئلتنا في مقرنا “فبراير”، وهي نموذج للمرأة المغربية التي استطاعت كسر حواجز اللغة، واخترقت ثقافة أجنبية أخرى فرضت فيها نفسها وأثبتت أن سر نجاح المرأة هو “الاستثمار في ذاتها”.
وفي هذا الحوار الذي ننشره على حلقتين، أوضحت الكاتبة والمتحدثة الدولية خديجة، أن مسارها بدأ من عاصمة سوس، أكادير، حيث درست هناك وتحصلت على شواهد علمية، في عدة تخصصات مرتبطة بالمالية، ومباشرة انتقلت منذ زواجها إلى بريطانيا، المملكة المتحدة التي بدأت فيها تجربة أخرى.
وعن تجربتها ببريطانيا تحدثنا خديجة: ” كانت هناك صعوبات مرتبطة بالدرجة الأولى بالعنصرية، حيث أنه بالرغم من أن بريطانيا تعد من بين الدول المتعددة الثقافات، غير أن العنصرية تجد لها موطأ بمكان العمل، حيث يرى البريطانيون أن المرأة المسلمة أو المحجبة، هي امرأة ناقصة”.
وأضافت المتحدثة قائلة، “بالرغم من كون بريطانيا بلدا متعدد الثقافات، ويتمتع بفئة كثيرة من الجالية المسلمة خصوصا الباكستانية، غير أنه دائما ما يراودك شعور المغترب في بلد غير بلده، حينما يفتح هامش التنافس الشريف على مناصب مهمة”.
وارتباطا دائما بالصعوبات التي واجهت خديجة معاريف خلال تجربتها ببريطانيا، قالت في هذا الصدد: “كان الهاجس الوحيد هو اللغة الانجليزية-البريطانية، والتي تختلف عن الانجليزية الأمريكية التي تدرس بالمغرب، غير أن تعلم اللغة هو سر النجاح والاندماج داخل المجتمع البريطاني، من أجل مواكبة الحياة داخل مجتمع أجنبي.”
وفي إحدى تجاربها الشيقة، التي شاركت فيها خديجة المنصة رفقة أحد أكبر المحاضرين في العالم، تحكي معاريف، “تجربتي مع “ليس براون” وهو أحد اكبر المحاضرين التحفيزيين في العالم، كانت رائعة جدا، وكنت دائما ما اقتنص الفرص من أجل الدفاع عن المرأة وحقوقها، وسعدت كثيرا بخوض تلك التجربة”.
وارتبط إسم خديجة بالدفاع عن النساء اللواتي يواجهن صعوبات في مواجهة الحياة، وأيضا تفنيذ النظرة التي يرى المجتمع الغربي النساء المسلمات، لتؤلف كتاب “النساء المسلمات في المجتمع الغربي”، والذي حاولت من خلاله تغيير بعض الأفكار الشائعة المتعلقة بالمرأة المسلمة او المحتجبة، كفرض الحجاب، واعتبار المرأة المسلمة غير منتجة، ومن خلال الكتاب حاولت معاريف تغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة، التي بإمكانها أن تدرس وتقرأ، وتحصل على مناصب عليا داخل المجتمع.
وتوضح الكاتبة المغربية، أن “الكتاب يتضمن حقائق لم يتحدث الغرب عنها كالعنصرية، التي يتعرض لها النساء في المجتمع، الأمر الذي يدفع بأغلبهن إلى إيقاف مسارهن، غير أن الإصرار وحده كفيل بتمكينهن والتغلب على العقبات لإتمام مسارهن وبلوغ أهدافهن”.
وقالت الكاتبة والمتحدثة الدولية في هذا الصدد في حديثها الشيق مع “فبراير”، “الكتاب جاء من امرأة مسلمة ولهذا أعجبهم وبالأحرى أقنعهن”.
وإتماما لتفاصيل الكتاب الذي أصدرته خديجة، تابعت أنها حاولت تسليط الضوء على المرأة التي لا تستثمر في نفسها منذ انتقالها لبلاد أجنبية، وهو أمر يتطلب الإحساس بالمسؤولية اتجاه نفسها، من أجل مواكبة المجتمع الأجنبي الذي تعيش فيه.
وحاولت الكاتبة كما أوضحت في حوارها مع موقع “فبراير”، خلال خمس سنوات أن تستثمر في نفسها قائلة بعزيمة وإصرار: “أخرجت للوجود كتابي الذي استغرق تسعة أشهر، كما فرضت نفسي داخل مجتمع أجنبي، وحاولت أن أقدم الدعم النفسي للنساء اللواتي لم يحققن ذاتهن بعد”.
كنت أحاول أن أطور من نفسي عبر انخراطي في دورات تدريبية، نهاية الأسبوع، تضيف معاريف، من أجل اكتساب مهارات جديدة، خصوصا وأنها دورات تكوينية، تقدم معلومات حصرية ومن المصدر، أي يقدمها أساتذة التحفيز الذاتي أو المحاضرين العالميين، الأمر الذي يكلفني حوالي 70.000 درهم أو 80.000 وفي بعض الأحيان أكثر في ظرف 48 ساعة فقط.
وأردفت خديجة في تصريحها أن نجاحها ارتبط بزوجها، الذي قدم لها المساعدة، والتحفيز من أجل بلوغ هدفها.
وقالت المتحدثة: “إن هناك اشخاصا من أوروبا يرون أن المرأة المسلمة هي امرأة فاشلة، ولا تستطيع إثبات نفسها، غير أنني دائما ما أدافع عن المرأة من أجل اثبات العكس، ومن أجل ذلك وكوني أدافع عن النساء حاولت الترشح لنيل منصب عمدة المدينة بالمنطقة التي أعيش فيها، وأنا بصدد الاشتغال على ذلك. إنه تحدي بالنسبة لي”.
في الحلقة الثانية تكتشفون المزيد عن إمرأة حديديةأسست أكاديمية لتعلم اللغات ولتطوير المؤسسات سواء تلك التي تعاني من أزمة أو التي تنوي تطوير رأسمالها.