من قلب مسيرة العيون والغضب الشعبي بعد اعتداء السمارة.. أيحدث حقا ؟ يكفي أن يرفع النداء علنا لتنفجر ساحات مدينة العيون تنديدا بمقتل أحد أبناء هذا الوطن من لدن ميلشيات البوليساريو في عملية وصفت بالغادرة.
أيحدث حقا؟ ومن يعزي ابن هذا الوطن؟ مسيرات حاشدة جابت مختلف شوارع المدينة رافعة نداء الاستنكار والتنديد بروح العزة والشرف.
أيحدث حقا؟ هتف الصوت في صباح الهامدين وخرج مِمّنْ يدافعون بالحق اليقين/ قل/ اسمع/ واهتف/ الثلاث كلمات كان وراءها آلاف الهتافات بحناجر من ذهب وفضة وبإرادة لا نظير لها بين ذاك وذاك.
ومن قال إن ما يقع في مسيرة العيون يبقى في العيون هو افتراء على الواقع فقد تجاوز الموقف حدود علاقة ساكنة هذه الأقاليم بدم شهيدها الذي راح ضحية القصف الغادر، ليتعدى ذلك ويزداد حبها لوطن عرف بدفاعه عن شرف رعاياه وحقوقهم.
لقد أنتجت الحرب التي أعلنتها “البوليساريو” تماسكا شعبيا في الأقاليم الجنوبية فتعالت الهتافات والشعارات في صورة تبعث برسائل إلى المجتمع الدولي لتوجيه البوصلة نحو العمل الإرهابي الذي قامت به هذه الحركة في خرق صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية.
أيحدث حقا؟ البوليساريو تحت وطأة صدمة الحقائق، وصدمة الحشود وصدمة الإرهاب الذي بات وسما على جبين منظمة اتخذت من رعاياها محتجزين قصرا.
وكان قد أعرب رئيس الرابطة الصحراوية للديمقراطية وحقوق الإنسان، حمادة البيهي، عن إدانته القوية “للاعتداء الجبان” الذي استهدف مدنيين يعيشون في سلام وطمأنينة بمدينة السمارة، واصفا إياه بـ”عمل بشع” اقترفه خصوم الوحدة الترابية للمغرب.
وأوضح السيد حمادة البيهي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المسيرة الحاشدة التي نظمت اليوم الأحد بمدينة العيون تنديدا بالاعتداء ، أن سكان العيون خرجوا بكثافة للتعبير عن استنكارهم لهذا الاعتداء الجبان، الذي يهدف، بطريقة يائسة ، إلى المس بسلامة وأمن الأقاليم الجنوبية للمملكة بشكل عام.
وقال السيد البيهي إن “سكان الأقاليم الجنوبية يدينون هذه الأعمال القذرة، وهذه المحاولات اليائسة للبوليساريو ولأعداء وحدتنا الترابية لتقويض السلام والاستقرار في المنطقة”، مشيرا إلى أن سكان الصحراء يظلون مجندين، على الدوام ، وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدفاع عن المغرب ضد أي عدوان أو أي عمل عدائي يستهدف ترابه الوطني وسكانه.
وأبرز السيد البيهي، وهو أيضا عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، التضحيات والأعمال البطولية للقوات المسلحة الملكية دفاعا عن المملكة.
من جانبه، أشار الحسن أيوب، أحد أعيان القبائل الصحراوية الذي شارك في المسيرة ، إلى أن ساكنة الأقاليم الجنوبية، خرجت بكثافة اليوم للتظاهر بالعيون، لتعبر عن استنكارها وإدانتها القوية لهذه الأعمال الشنيعة، التي استهدفت أحياء سكنية في السمارة.
وأضاف أن سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة واعون بالمناورات التي يتم التخطيط لها ضد الوحدة الترابية للبلاد، وقد حرصوا اليوم على التظاهر للتعبير عن سخطهم على هذه التصرفات التي لن تؤثر بأي حال من الأحوال على جهود المغرب والمجتمع الدولي بهدف الوصول إلى حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في إطار السيادة الوطنية.
يشار إلى أنه تم، اليوم الأحد بالعيون، تنظيم مسيرة حاشدة، تنديدا بـ “الاعتداء الإرهابي الدنيء” الذي استهدف المدنيين بالسمارة، العاصمة الروحية للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وعرفت هذه المسيرة، التي انطلقت من ساحة “أم سعد” في اتجاه ساحة المشور، مرورا بأهم شوارع المدينة، مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص، في مقدمتهم شيوخ قبائل وأعيان ومنتخبون محليون، حاملين الأعلام الوطنية ومرددين شعارات تستنكر بشدة “الأعمال الإرهابية الشنيعة” التي ارتكبت في مدينة السمارة.