أعلنت جبهة “البوليساريو”، في بيان لها أن قرار الرياض برفض مشاركتها في القمة السعودية الإفريقية، يعد اجحافا وتناقضا صارخا، مع المبادئ المؤسسة للاتحاد الافريقي، وتطاولا على إفريقيا وتدخلا في شؤونها ترفضه المنطومة الإفريقية.
ووصفت البوليساريو قرار السعودية بأنه “يعتبر مساسا بقرار قمة رؤساء الإتحاد الافريقي 762 الذي ينص على حق الحضور لكل الدول الأعضاء في مؤتمرات الشراكة التي يكون الاتحاد الافريقي طرفا فيها”.
وبعدما أعلنت المملكة السعودية عن تأجيل القمة العربية الإفريقية التي كان مقررا لها اليوم 11 نونبر الجاري بسبب الأحداث في غزة، خرجت جبهة “البوليساريو” ببيان حاولت من خلاله الركوب على قرار هذا التأجيل، زاعمة أن إصرار بعض الدول الإفريقية على حضور “جمهورية تندوف” كان السبب وراء هذا القرار.
ويرى مراقبون في هذا الصدد أن “البوليساريو”، لطالما تعودت على التلاعب بالحقائق والمعطيات عبر بياناتها الوهمية التي تنشر عبر ما تسمى بـ”وكالة الأنباء الصحراوية”، فمن المستحيل قبول حضور “البوليساريو” في قمة عربية إفريقية بسبب العلاقات القوية والمتجذرة بين المملكة المغربية وأغلب الدول العربية، خاصة دول الخليج.
وبررت السعودية قرار التأجيل بالحرب على غزة، دون أن تذكرها صراحة بالاسم، إذ جاء في بيان للخارجية السعودية نشر على منصة “إكس” أنه “بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الإتحاد الأفريقي، وحرصًا على ألّا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الأفريقية التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي، فقد تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الأفريقية الخامسة إلى وقت يحدد لاحقا.”
وفي هذا الصدد يرى محللون سياسيون، أن مبررات التأجيل تكمن في التدفق المتسارع للأحداث التي يعرفها المشرق العربي وكذا أحداث غزة التي تقتضي عقد قمة عربية مستعجلة.
ويرتبط قرار التأجيل، كما يوضح مراقبون، بضغط الجدول الدبلوماسي لمجموعة من الدول العربية ارتباطا بما يقع في غزة ولم يكن بسبب مشاركة “البوليساريو” المحسوم فيها في أمرها سلفا، وبالتالي فإن هذا المبرر لا يوجد إلا في الأدبيات السياسية للكيان الوهمي.
جدير بالذكر أن جميع الدول العربية ترفض هذا الكيان الوهمي، ولا تعترف به كما هو الحال بالنسبة لعدد من الدول الإفريقية.
