صدح الصوت الحق من بين شوارع المملكة المغربية تضامنا مع أرواح شهداء احتضنتهم الأرض قبل السماء فقالو سلاما، فقلنا لا للتطبيع.
يدلهم الليل على المدينة وما يحيطها، إلا من ضوء يستقر في أرواح وحناجر المحتجين ، تضامنا مع من تكبدوا عناء الحرب وخسارة الأرواح، ليرفع الشعار بعنوان عريض غزة تقاوم.
ارتجت الأرض وارتجفت أوصالها، بما ارتكبته اسرائيل ومن معها من جرائم بعثرت مفاهيم الإنسانية، وأخرجت الضمير العربي الحي نصرة للحق، ونصرة لأصحاب الأرض الذين وهبوا روحهم في سبيل نصرة قضيتهم.
فبعد مايزيد عن شهر ونصف، في المغرب لا صورة سوى رجال ونساء وأطفال يحتجون ضد التطبيع الذي اعتبروه وسم خذلان على دول عربية، في المقابل المملكة المغربية، تتشبت بالتطبيع مع اسرائيل على الورق، والتضامن مع فلسطين بالقلب والعقل وحتى الروح.
رسالة واضحة المعالم، المملكة المغربية، لم تخذل القضية الفلسطنية بل أكدت استعدادها للانخراط إلى جانب الدول العربية، في حل يروم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقي.
ومن جهة أخرى، تتجه الحرب على قطاع غزة إلى مزيد من التصعيد، فلا يمر يوم دون أن تشهد مختلف المناطق مداهمات للجيش الإسرائيلي وهجمات للمستوطنين ضد الفلسطينيين.
ووصل عدد القتلى في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر إلى أكثر من 212 بعضهم قتل على يد المستوطنين، وأكثر من 2800 جريح، وفق وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة.
وقالت الكيلة: “لا يزال الجيش الإسرائيلي والمستوطنون يمارسون عدوانا ممنهجا في المدن والقرى ومخيمات الضفة، والتي كان آخرها على مخيم بلاطة، والذي أدى لمقتل خمسة مواطنين، وآخر في طوباس، والعشرات من الجرحى”.
جدير بالذكر أن وسائل إعلام أجنبية حذرت من أن الوضع في الضفة الغربية “على وشك الانفجار”، كما حذرت تقارير أمريكية من “خطر اشتعال” جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل في الضفة الغربية بسبب ارتفاع وتيرة المداهمات وهجمات الجنود والمستوطنين.
ويوما بعد آخر تتزايد الانتهاكات الإسرائيلية على قطاع غزة، مستهدفين الأطفال والنساء والمسنين، إضافة إلي استهداف المستشفيات والمراكز الطبية والخدمية، ومحاولات التهجير القسري للمواطنين من الشمال إلي الجنوب، الأمر الذي اعتبره خبراء في الشأن الدولي أن الاحتلال الاسرائيلي يرتكب جرائم إبادة ضد المدنيين واستهداف النساء والأطفال، كل هذه الامور ضد القوانين الدولية.