في وقفة احتجاجية أمام مديرية وزارة التربية الوطنية بآيت ملول تجمت جمعيات آباء وأولياء التلاميذ احتجاجا على عدم تمكن أبنائهم من متابعة دراستهم بسبب الإضرابات التي ينفذها الأساتذة والأستاذات احتجاجا على “النظام الأساسي الجديد لموظفي التربية الوطنية”.
وحسب تصريحات التقطتها عدسة “فبراير” فان منخرطي جمعيات أولياء التلاميذ عبروا عن غضبهم واستيائهم من تأثير هذا الإضراب على العملية التعليمية وحقوق أبنائهم في الحصول على تعليم جيد، مطالبين بتحرك الوزارة الوصية، وأن تكون مصلحة التلاميذ هي الأمر الأساسي الذي يجب أخذه بعين الاعتبار في أي تصميم أو إجراء تتخذه الجهات المعنية بالتعليم.
وقال أحد المحتجين “نحن اليوم أمام المديرية لنعبر عن موقفنا الذي لطالما عبرنا عليه في وقفات متعددة في إطار تنسيق المؤسسات المدرسية بآيا ملول، لنرفع صوتنا عاليا كي تصل الرسالة إلى الحكومة المغربية”.
وأضاف” نحن نرفض أن يستمر الوضع وهذا التعنت من طرف الحكومة ووزير التربية الوطنية فالمكان الحقيقي للتلميذ هو المدرسة و ليس الشارع أو البيت.
وأردف قائلا “اذا كان همكم أن تحافظوا على المدرسة الخصوصية فنحن أبناء هذا الشعب والوطن الواحد وضد الطبقية والهدف الوحيد والأوحد هو رجوع الأبناء إلى المدارس فلا يعقل للأسبوع السابع تواليا والإضرابات لاتزال مستمرة”
وأضاف ‘لو شهد أي قطاع آخر هكذا مشكل لوجدنا التدخلات من أعلى مستوى، مؤكدا أن ما يحدث عار سيسجل على جبين هذه الحكومة وغير مقبولة، فرغم خروج الكل للشارع لم تجد الحكومة أي حل معتبرا أن الوزارة عليها أن تتحمل المسؤولية.
كما قال “نرفض سياسة الآذان الصماء ولن نقبل بالحلول الترقيعية وعودة التلاميذ الفصول بات اليوم أمر ضروري وفق توافقات مع الأساتذة ولا دخل للتلاميذ، مؤكدا أنه “لإصلاح التعليم ينبغي أن يعطى الحق للمعلم وإلا فسنشهد ضياع التلاميذ وسيكون المآل هو الشارع”
وشددت التصريحات المتوالية على ضرورية إصلاح وضعية الأستاذ وإيجاد حلول للملفات العالقة معتبرين أن تحسن وضعية الأستاذ وضمان حقوقه هو مرتبط بتحسن وضعية التلميذ.
واستنكرت التصريحات الصمت المطلق للوزارة الوصية والحكومة تجاه إضراب الأساتذة، معبّرة عن رفض الأسر استمرار هذه الوضعية المأساوية وتحديدًا أمام فرض سنة بيضاء على طلابهم.
وأعربت إحدى أمهات التلاميذ عن استيائها الشديد إزاء التدهور الحاد في الوضع التعليمي وانقطاع الدروس لأزيد من سبعة أسابيع ، ما أدى إلى شلل تام في التحصيل الدراسي لأبنائهم، كما طالبت بـ”ضمان حق أبنائها وبناتهم في التعليم المدرسي كغيرهم من التلاميذ في التعليم المدرسي الخصوصي”.
كما قالت أن هذه الإضرابات المتكررة ستجعل المآل الوحيد للتلاميذ هو الضياع والإنحراف إذا إستمر الوضع، مطالبة الوزارة بإيجاد حل في أقرب الآجال.
يذكر أن هذه الوقفة الإحتجاجية جاءت في سياق وطني متسم بعدم إستقرار الأوضاع بين النقابات التعليمية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث واصل الأساتذة شن إضرابات وطنية على الصعيد الوطني رفضا للقانون الأساسي، الأمر الذي شل جميع المؤسسات التعلمية وعلق الدراسة بها، ما أسفر عن غضب واسع في صفوف أباء وأولياء التلاميذ حيث باتوا منقطعين عن الدراسة خارج إرادتهم.
وهو الأمر الذي بات يشغل بال آباء وأمهات وأولياء التلاميذ الذين يجدون أنفسهم خارج أجندة وخارطة التربية والتعليم، بسبب الاحتجاجات المتتالية لهيئات التدريس، رفضا للنظام الأساسي الذي جاءت به الوزارة.