قام الملك محمد السادس بإطلاق مبادرتين قد تحدثا تحولا استراتيجيا في المنطقة الإفريقية، على رأسها مشروع أنبوب الغاز الذي سيصل بين المغرب نيجيريا، والذي يمر عبر 11 دولة من غرب إفريقيا، ويهدف إلى تحريك عجلة الاقتصاد وتعزيز التكامل الإقليمي.
هذا المشروع ليس مجرد خطوة تقنية، اعتمدها المغرب، بل إستراتيجية شمولية تعتمد على تحقيق تنمية مشتركة بين الدول الإقليمية، بتعزيز تعاون جنوب-جنوب، كما أكد الملك في هذا الصدد، على أهمية الشراكة الرابحة التي تعود بالفائدة على جميع الأطراف، مشددا على رغبته في تحسين حالة الدول الفقيرة وتحقيق التنمية المستدامة.
ومن خلال هذا المشروع، يمكن أن يكون هناك تأثير على قدرة دول غرب إفريقيا في توفير الكهرباء، حيث تعتبر بعضها من بين الأضعف على مستوى العالم، وستمكن الفوائد التي ستعود على هذه الدول بتوفير الغاز بأسعار مناسبة لتوليد الكهرباء، مما يعزز التنمية الاقتصادية وخلق دورة اقتصادية مستدامة.
إلى جانب ذلك، تبرز المبادرة الثانية التي أعلن عنها الملك محمد السادس، والتي تستهدف تحسين وضع دول الساحل والصحراء، حيث قدم الملك محمد السادس، فرصة لهذه الدول، التي تعاني من الفقر والصراعات، بالوصول إلى المحيط الأطلسي من خلال إنشاء بنية تحتية متقدمة تشمل طرقا وموانئ وسكك حديدية.
ومن المرتقب أن تقلل هذه المبادرة كلفة الوصول إلى الأسواق الدولية بشكل كبير، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين فرص التجارة الخارجية.
وفي سياق متصل، ومع توقيع ثلاث دول من التحالف الساحلي على ميثاق “ليبتاغو – غورما”، وهو اتفاق لتحالف دول الساحل بهدف إنشاء إطار للدفاع الجماعي والمساعدة المتبادلة، يبدو أن هذه المبادرات التي أعلنت عنها المملكة المغربية، قد لاقت ترحيبا واسعا. حسب ما أفادت به تقارير أجنبية رسمية.
ومن جهة أخرى، وفي ظل استعداد زعماء دول الساحل، للتخلص من التبعية والتحول نحو استقلال جديد، يعمل الملك محمد السادس، بلعب دور حيوي في تحقيق هذه التحولات الاستراتيجية التي قد تعيد تشكيل خريطة السلطة والتنمية في المنطقة خلال العقدين المقبلين.
جدير بالذكر، أن مشروع مارشال هو خطة اقتصادية أطلقت بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج مارشال، من أجل مساعدة الدول الأوروبية على إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية، وبناء اقتصاداتها من جديد، وذلك عبر تقديم هبات عينية ونقدية، بالإضافة إلى حزمة من القروض طويلة الأمد بمليارات الدولارات.