أثارت صورة في مقرر مدرسي لمادة الجغرافيا بموريتانية، تتضمن المغرب بكامل صحرائه، غضب واستياء شديدين في صفوف الموالين لجبهة “البوليساريو“في نواكشوط.
الصورة اعتدمتها وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي الموريتانية، وهي صورة مقتبسة من كتاب لمادة الجغرافيا تبرز خريطة المغرب بكامل صحرائه حيث لاوجود لشيء إسمه “البوليساريو”، الأمر الذي أغضب الكيان الوهمي.
وطالب أتباع البوليساريو القاطنين بموريتانيا السلطات الحكومية بنواكشوط إلى العمل بسرعة من أجل تعديل الخريطة وبتر منطقة الأقاليم الجنوبية للمملكة، بسبب ما وصفوه “خطأ لا يتناسب مع مواقف الدولة الموريتانية من نزاع الصحراء”.
وفي تعليق على هذا الحدث، قال الناشط والمعارض الجزائري وليد كبير، بأن “الشعب الموريتاني في غالبيته العظمى مؤمن بمغربية الصحراء وأبناءه يدرسون ذلك في مدارس البلاد”.
وأضاف في تغريدة على حسابه الرسمي بمنصة “X”، أن “جمهورية الوهم لا وجود لها في الواقع ؛ صورة ستزعج كثيرا عصابة العسكر”.
وقال عبد الفتاح الفاتحي، رئيس مركز إفريقيا للدراسات والأبحاث، في تصريج صحفي على عودة العلاقات المغربية الموريتانية إن “الحاجة إلى خلق بنية تحتية برية بين المغرب وموريتانيا، تعدّ خطوة حاسمة في تنمية الأقاليم الجنوبية، لاسيما في ما يتّصل بتنشيط حركية التجارة”، مؤكدا أن “المطلوب الآن هو إيجاد نوع من التكاملية والالتقائية بين البنية التحتية البرية والبحرية، خصوصا بالنظر إلى المشروع الضخم المتعلق بميناء الداخلة الأطلسي”.
وأضاف الفاتحي، في تصريح صحفي، أن “المسؤولية السياسية والأخلاقية الملقاة على عاتق موريتانيا لإنجاح ورش الأطلسي، ستحتم عليها الإسراع في التقاط هذا التنشيط الديبلوماسي الذي يباشره المغرب تجاه نواكشوط بكل مسؤولية سياسية ممكنة”، لافتاً إلى “خروج الوضع من منحاه الثنائي الرباط-نواكشوط؛ فنحن أمام تصور جيو-استراتيجي كبير لمختلف البلدان المطلة على الأطلسي وغيرها، وقد كان اجتماع مراكش واضحا”.
وسجل الأكاديمي المغربي “أهمية إدراج معبر أمكالة ضمن النقاشات الثنائية، لكون الرهان هو إطلاق المنفذ البري بالنسبة لبلدان الساحل التي لا تتوفر على نافذة بحرية”، مبرزا أن “الدول المنخرطة ستقترح المشاريع التي ستسهل التواصل ضمن المبادرة الجديدة والانفتاح على العالم والتعاون القاري والعابر للقارات”، وقال: “الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فتعزيز البنى التحتية سيبقى عنصرا مطلوباً للغاية، سواء معابر أو طرق سيارة أو سريعة”.
وخلص المتحدث إلى أن “البعد التضامني المفروض على الدول المنخرطة في المبادرة الأطلسية سيخصص حيزا لتحمل المسؤولية، خصوصا وأن المغرب قدم تصورا نوعيا في ما يخص مساعدة بعض البلدان المنخرطة في تأهيل بنيتها التحتية”، خاتما بأن “مصلحة موريتانيا لا توجد خارج هذه المبادرة، وهي تقترب من تقوية التعاون مع المغرب، وستكون الثمار السياسية لذلك حاسمة في توجهاتها”.