علق الصحافي والكاتب لحسن لعسيبي، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على تطبيق “فايسبوك”، عن رحيل المطرب المغربي عبده الشريف إلى دار البقاء عن عمر يناهز 52 سنة، معبرا من خلالها عن أسمى مشاعر الأخوة والصجاقة التي كانت تجمعه مع الفقيد.
وعبر لعسيبي في تدوينته التي عنونها متسائلا :” أي فتى سرقت منا أيها الموت اليوم؟”، عن مرارة وقسوة تلقيه خبر صديقه عبده الشريف، وعدم تصديق وفاته لقسوة ألم الفراق معبرا :” كيف أصدق أخي وصديقي الكبير عبده شريف أنك غادرتنا فجأة”.
وتحدث الصحافي الكاتب المغربي عن شخص الشريف قيد حياته، مدونا :” كم هي نقية وطاهرة سيرتك أخي عبده، وكم كان صادقا همك الكبير الذي حملته دوما لتطوير شيء ما في الأغنية المغربية،.. كنت عندليبا حزينا ظل يأكلك التهميش الذي ووجهت به والصد الذي ظلت تطعمك به الكثير من الأبواب التي طرقتها حاملا مشروعك الفني”.
وكان الفنان المغربي في صدد التحضير لحفل موسيقي بمسرح “ميغاراما”، بالدار البيضاء، مساء يومه الجمعة، إلا أن منظمو الحفل كانوا قد أعلنوا تأجيله الى وقت لاحق في الوقت الذي كان يصارع الراحل في إحدى المصحات الخاصة بالعاصمة الاقتصادية، التي نُقل إليعا على إثر سكتة قلبية.
وفيما يلي التدوينة الكاملة للحسن العسيبي عن عبد الشريف :
” ترفق أيها الموت، فأي فتى سرقت منا خلسة اليوم.. بل اخترت أن تسرقه في ذات يوم حفله الكبير المنتظر بإحدى كبرى قاعات مجمع ميغاراما بالدار البيضاء، حيث كان الوعد أن يشدو عاليا كعادته بصوته القوي الطروب في سماء المدينة..
كيف أصدق أخي وصديقي الكبير عبده شريف أنك غادرتنا فجأة والتحقت برفيقك الكبير الفنان المغربي محمود السعدي الذي كان لك معه وعد مشروع فني محترم حرمنا منه الموت مرة أخرى يوم اختطف فجأة منذ سنوات صديقك ورفيقك وقريبك محمود السعدي الذي هو واحد من مؤسسي مجموعتي ناس الغيوان وجيل جيلالة..
كان وعدا وراح..
كم هي نقية وطاهرة سيرتك أخي عبده، وكم كان صادقا همك الكبير الذي حملته دوما لتطوير شيء ما في الأغنية المغربية.. الهم الذي ظل ينهشك من الداخل أمام الفقاعات والتفاهات التي انتهت إليها الذائقة الفنية الغنائية المغربية.. كنت عندليبا حزينا ظل يأكلك التهميش الذي ووجهت به والصد الذي ظلت تطعمك به الكثير من الأبواب التي طرقتها حاملا مشروعك الفني الذي كنت وضعت خطاطته مع محمود السعدي..
في كل اتصال بيننا، سواء كنت هنا أو في سماوات أخرى (باريس أو القاهرة)، بقيت ذات الرجل الوفي للصداقات، الوفي لنظافة الروح وعفة اللسان ومروءة المواقف.. فقد وهبك الله قبولا لا يكون لغير الأنفس الطيبة الصافية كالبلور.. ورغم الكثير الكثير من أسباب الإحباط في طريق أحلامك كنت دوما تنتصر للأمل، وتقول “الأجمل آت”.. كنت تهيئ نصا لفلسطين منذ مدة (ربما كان سيكون موالا في سهرتك اليوم)، مؤكد أنك ستنشده للشهداء هناك، لأنك لن تكون إلا في صحبة الصديقين والشهداء حيث أنت منذ اليوم..
نم قرير العين أخي عبده شريف، فقد كنت رجلا.. “