ستحتضن الصحراء المغربية، خلال شهر أبريل المقبل “ماراطون” الرمال الأسطوري تحت رعاية الملك محمد السادس، في نسخة تاريخية ستكون هي الأطوا في تاريخ المنافسة.
وسيُدرى “ماراطون” الرمال الأطول على الإطلاق، خلال الفترة الممتدة ما بين الـ12 والـ22 من شهر أبريل المقبل، بقلب الصحراء المغربية، كما ستكون هذه النسخة تاريخية، على اعتبار أن المشاركين في الشباق سيكونون أمام تحدي إكمال مسافة 252 كيلومترًا موزعة على 6 مراحل.
وتعتبر مسافة 252 كيلومترا التي سيُقام على مستواها ماراطون الرمال، هي أطول مسافة على الإطلاق في تاريخ السباق، بحيث أن مسافة النسخ السابقة لم تتعد 250 كيلومترا، وخلال هذه النسخة سيتخلى ما يناهز 900 عداء وعداءة من 58 دولة عن كل شيء لتجربة مغامرة إنسانية ورياضية ستدفعهم إلى استكشاف حدود قدراتهم.
ويؤكد منظمو ماراطون الرمال أن نسخة هذه السنة ستكون صعبة ولكنها أيضًا جميلة جدًا لجميع المشاركين، ومن بين هؤلاء، نجد عدائي النخبة، وفي مقدمتهم الأخوين محمد ورشيد المرابطي وأحمد أوخلفن الذين يشكلون فريق “تي جي سي سي”، وعزيزة العمراني التي فاجأت الجميع باحتلالها المركز الثاني في دورة 2023، والأخوين عزيز وحميد ياشو، وعزيزة الراجي الذين يمثلون فريق “سوفاك”، والأخوين أموي ومحمد رحمون الذين يمثلون فريق “فولسفاكن المغرب”، إضافة إلى العداء الفرنسي يوان ستاك.
وجدير بالذكر أن ماراطون الرمال هو سباق جري يُقام على 6 مراحل، يتعين خلالها على العدائين الاكتفاء الذاتي من الطعام وحمل معداتهم الخاصة على مسافة 252 كيلومتراً.
ولن يكون ما سبق ذكره التحدي الوحيد الذي سيواجهه المتساقين، ولا حتى الكثبان الرملية هي الوحيدة التي يجب التغلب عليها، بيد أنه لن يتمكن المشاركون من الاستحمام كالمعتاد، وستظهر بثور على أقدامهم، وسيتعين عليهم محاولة النوم في خيمة مشتركة، والتعامل مع الظروف المناخية (الرياح والحرارة والشمس وما إلى ذلك)، وتناول وجبات مجففة بالتجميد، وقضاء حاجاتهم الطبيعية في أكياس قابلة للتحلل، والتخلي عن هواتفهم الذكية التي ستكون عديمة الفائدة بدون شبكة أو بطارية لينقطعوا بشكل كامل عن العالم الخارجي.
هذه المغامرة في الصحراء، وهذا الانقطاع عن العالم الخارجي المصحوب بالمجهود البدني الكبير سيعيد المتسابقين إلى الأساسيات التي جعلنا المجتمع ننساها وهي التواصل البسيط والمودة مع رفاقهم في الصحراء، بعيدا عن التواصل الاجتماعي الافتراضي.