ودعت الساحة الصحفية المغربية أحد أعمدتها البارزة، رضا دليل، الذي وافته المنية في مقتبل عمره، ورحيله ترك فراغا كبيرا في قلوب زملائه وقراء مقالاته، فقد كان كما يصفه ممن يشتغلون معه “شخصية مؤثرة ومبدعة في مجال الصحافة”.
وقال حسن أوريد، كاتب وباحث، في تصريحه لموقع “فبراير”، وبحديثه عن الراحل، “تميزت كتاباته بالعمق والتحليل الدقيق، حيث كان يدافع بشراسة عن القضايا الاجتماعية والسياسية، وكان من أبرز المدافعين عن قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة في المجتمع، وعلى الرغم من مواجهته لصعوبات في بعض الأحيان بسبب مواقفه، إلا أنه استمر في الوقوف بثبات وصمود، مما جعله مثالا يحتذى به في عالم الصحافة”.
ومن جهته، قال نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية: “ودعنا اليوم واحدا من أعمدة الصحافة البارزين، الذي كان له بصمة في الصحافة الوطنية، إنه الأخ العزيز والصديق الكبير، رضا دليل، لقد كان من طينة الكبار، وبصماته روجت لقيم النزاهة والاعتزاز بالوطن.
وتابع المتحدث نفسه: “رحيله كان صدمة لنا جميعا، فقد فقدنا مقاما للصحافة المعتزة، وصوتا ينادي بالحق والديمقراطية والعدالة. كان رضا دليل ليس فقط صحفيا بل رمزا للوفاء والاخلاص لمبادئه وقيمه”.
من خلال مسيرته الصحافية، تميز رضا بالاستقلالية والمهنية، حيث بذل جهودا جبارة في سبيل نقل الحقيقة ورصد الظلم أينما كان، حيث كان يتحدث بصدق ويكتب بشجاعة.
وأعرب أحمد مديالي، رئيس تحرير “تيل كيل”، عن حزنه، قائلا: كان رضا دليل يُعتبر رمزا للاستقلالية والمهنية في الصحافة المغربية، حيث اشتهر بتحقيقاته الرزينة والمهنية، وأشتهر بإدارته الحكيمة والمتمكنة لمجلة “تيل كيل”، مخلفا وراءه إرثاً ثقافياً وإعلامياً لا يُمحى، مؤكداً على أهمية استقلالية الصحافة ودورها الأساسي في خدمة المجتمع.
هذا وفي في عام 2014، بينما كان يشغل رضا منصب مدير نشر المجلة الأسبوعية “لوتون”، نشر دليل روايته الأولى “الوظيفة”، في نفس العام.
وفي شتنبر، توج كتابه بجائزة الأدب الخاصة بـ”لامامونيا”، التي تعتبر أفضل رواية فرنكوفونية للعام. وفي دجنبر، حصل على جائزة جرو سال العامة (بلجيكا)، كما كان من بين المرشحين النهائيين لجائزة الأدب العربي.