لا يخفى على أحد الدور الفاعل الذي لعبته الأستاذة خديجة مفيد، على مدار عقود في الحياة السياسية والحزبية بالمغرب.
فبعد مسيرة طويلة في صفوف حزب العدالة والتنمية، شهدت محطات نجاح وتحديات، قررت الأستاذة خديجة أن تنخرط بقوة في العمل المدني والبحث العلمي، معتبرة أنهما قادران على إحداث تأثير أكبر في المجتمع من العمل السياسي التقليدي.
تحدثت الأستاذة خديجة بألم عن المآل المؤلم الذي وصل إليه حزب العدالة والتنمية، الذي كان لها فيه مسار طويل ومتميز.
ففي ظل التشتت والانقسام الذي ظهر في قيادة الحزب مؤخرا، فقدت القواعد الحزبية القدرة على التواصل والتفاعل مع هذه القيادة. كما انتقدت الموقف السلبي للحزب تجاه دور المرأة في المؤسسة الحزبية، مطالبة بضرورة تصحيح هذا الوضع.
وأشارت الأستاذة خديجة، في حوارها مع موقع “فبراير”، إلى أن هذه التجربة الحزبية المضطربة دفعتها إلى البحث عن مسارات أخرى للتأثير في المجتمع. فانخرطت بقوة في العمل المدني والتنموي، معتبرة أنه يمكن أن يحقق أثرا أكبر من العمل السياسي النظري. ومن خلال جمعية “الحضانة والتنمية” التي تديرها، تقوم بأعمال إنسانية وتنموية هامة في مناطق محرومة بجهة سوس.
وأوضحت الأستاذة خديجة، أن “هذا المسار الميداني والتنموي لا ينفصل عن رؤيتها لتطوير الحياة السياسية في المغرب. فهي تؤكد على ضرورة تكريس الديمقراطية الحقيقية وتمكين المواطن من التأثير الفعلي في مسار التنمية والخيارات السياسية”. كما دعت إلى ضرورة إصلاح العلاقة بين الأحزاب والمؤسسات الدولة، بما يعزز دور الأحزاب كوسيط فعال بين المجتمع والسلطة.
وفي مجال البحث العلمي، أكدت المتحدثة، الأستاذة خديجة أنها تعتبر هذا المسار مكملا للعمل التنموي والمدني. فهي تعمل حاليا على إنجاز كتابين: الأول بعنوان “الفرار إلى الله: سكر في حضرة المعنى”، والذي يتناول تجربتها الروحية في الحج. أما الكتاب الثاني فيعالج “القواعد الست للاحترام الزوجي”.
وفي مجمل تجربتها المتنوعة، شددت الأستاذة خديجة على أهمية التوازن بين العمل السياسي والنشاط المدني والبحث العلمي، بما يمكن من الإسهام في تطوير المجتمع بشكل متكامل. فالعمل السياسي والحزبي وحده لا يكفي لتحقيق التغيير المنشود، بل يجب أن يكون مدعوما بالفعل الميداني والتنموي والبحثي.
