يواصل الدوليون المغاربة تأكيد تألقهم اللافث رفقة أنديتهم الأوروبية والآسيوية، بعيدا عن كتيبة وليد الركراكي بصفوف المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، الأمر الذي خلق جدلا واسعا حول ما إذا كان سوء التوظيف سبب انخفاض مستوى أداء أسود الأطلس في صفوف المنتخب وغياب فعاليتهم، أم عدم التزام اللاعبين ببذل نفس العطاء والمجهود المقدم رفقة أنديتهم.
وعرف الموسم الرياضي الجاري، حضور دولي مغربي على الأقل في كل الأدوار النهائية من المسابقات القارية العالمية لكرة القدم، بداية بقارة أوروبا مرورا بإفريقيا ثم آسيا، ولعل آخر تألق مذهل سجل باسم لاعب مغربي كان أمس خلال مباراة ذهاب نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي بين نادي أولمبياكوس اليوناني وضيفه أستون فيلا الإنجليزي.
وحل أولمبياكوس ضيفا على أستون فيلا الإنجليزي، مساء يوم أمس الخميس، ضمن منافسات ذهاب دوري المؤتمر الأوروبي، وكان الدولي المغربي أيوب الكعبي بطل المباراة، إذ لم يحتج صاحب الـ30 عاما أكثر من 17 دقيقة فقط، ليفتتح الحصة التهديفية لفريقه اليوناني، من خلال تسجيل الهدف الأول في مرمى أستون فيلا، قبل أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة الـ29، ثم عاد ليسجل الهدف الثالث له ولفريقه في حدود الدقيقة 56، من خلال ركلة جزاء، ليدون باسمه “هاتريك” مذهل أكد به تميزه وشراسته داخل مربع العمليات.
وأضحى أيوب الكعبي أول لاعب في تاريخ نادي أولمبياكوس يسجل 10 أهداف أو أكثر خلال موسم واحد من مسابقة أوروبية، حسب شبكة “سكواكا” البريطانية لإحصائيات كرة القدم.
وفي القارة العجوز دائما، تألق ثلاث دوليون مغاربة في المربع الذهبي لمسابقة دوري أبطال أوروبا مع أنديتهم، ويتعلق الأمر بالدولي المغربي نصير مزراوي الذي ظن الجميع بأن مسيرته الكروية قد تنتهي بعد توالي إتعرضه للإصابة وفقدان مكانته بصفوف المنتخب المغربي بحضور يحيى عطية الله، بالنظر لعدم تقديمه لأي إضافة لكتيبة الركراكي في كأس الأمم الافريقية ساحل العاج 2023.
ومع كل ما سبق ذكره عن مزراوي، أصر توماس توخيل مدرب بايرن ميونيخ، على توظيف الظهير الأيمن المغربي، مجددا في مركز الظهير الأيسر، خلال مواجهة ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مُحرجا بذلك وليد الركراكي بعد تأدية دوره على أكمل وجه بعدما كان سدا منيعا أمام فرص سانحة للتسجيل من طرف لاعبي ريال مدريد.
وكان مزراوي سدا منيعا في وجه الدولي المغربي إبراهيم دياز النجم الشاب لريال مدريد، الذي دخل كورقة رابحة للمدرب أنتشيلوتي، في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة هدفين لمثليهما.
وتضع المهمة الجديدة للاعب المغربي مع النادي “البافاري” مدرب الأسود في حرج، إذ قال الركراكي بعد الخروج من كأس الأمم الإفريقية، إن مزراوي لن يعود مستقبلا لشغل هذا الدور داخل الأسود، ولن يسمح بعد الآن بتواجده في مركز الظهير الأيسر، عقب تعرضه للانتقاد بعد لقاء جنوب افريقيا الذي تحمل فيه مسؤولية الهزيمة، إلا أن الركراكي غفل بأنه غامر باللاعب وأحرق أوراقه في أول ظهور له بعد غيابه لأشهر عن الميادين بسبب الإصابة.
وفي دوري أبطال آسيا، لا حديث إلا على الدولي المغربي سفيان رحيمي، نجم نادي العين الإماراتي لكرة القدم، الذي قاد فريقه إلى نهائي المسابقة ليواجه فريق يوكوهاما الياباني حادي عشر ماي الجاري، وتربع على عرش هدافي النسخة الحالية من مسابقة دوري أبطال آسيا بحصيلة 11 هدفا.
وستكون خيارات الركراكي تحت المراقبة في المعسكر الإعدادي المقبل، خاصة على مستوى الخط الهجومي تأهبا لخوض مباراتي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، أمام منتخبي زامبيا والكونغو برازافيل ابتداء من شهر نونبر المقبل.
كما سيكون أداء الدوليين المغاربة الذي أشهدوا متتبعي المستديرة عبر أرجاء العالم عن أداءهم الخرافي وفعاليتهم الهجومي المذهلة، مُراقبا وهم في صفوف المنتخب المغربي تحت قيادة وليد الركراكي، ليُحسم الجدل حول تفسير سبب انطفاء لمعان نجوم أسود الأطلس في القارة السمراء.