من قال إن الألقاب تقاس بالعمر، ومن قال أن البطولات لا يخوض غمارها إلا المتمرسون، ذلك هو الحال بالنسبة لابنة سوس، لعناني مريم، صاحبة 13 ربيعا، مواليد 2011، التي تمكنت من اختراق عتمة حلبة الفروسية، وخطفت أضواءها، ورسمت تاريخها بصناعة ما لايستهان به. “وصيفة بطل المغرب في الفروسية”.
ولدت مريم عام 2011 في الدار البيضاء، لكن جذورها تمتد إلى قلب سوس العريقة، في منطقة فوزارت بتافراوت، إقليم تزنيت. فعرفت تفاصيل حلبة الفروسية، عبر مدربيها وعزيمتها التي مكنتها من تحقيق إنجازاتها على الرغم تجربتها الفتية.
تداعب الخيول، فتارة تمسك زمام أمورها لوحدها، وتارة أخرى تقفز بين الحواجز، متمسكة بحبل اليقين، فاليقين هو ما استوطن الوجدان، واستطاعت من خلاله العناني أن تحصد ألقابا، أما الذهب فاتخذ من مريم العناني معيار وجود، فأضحى الفوز بالألقاب عادة، وعادت مريم من المرض.
قبل البطولة بأيام، كان جسد العناني الصغير يصارع المرض. لكن روحها الكبيرة، المغذاة بإيمان الدكتورة أمليل، حولت الألم إلى أمل على حلبة الفروسية.
لم تكن ابنة سوس على قدر من التواضع مع أحلامها، فبدأت رحلتها مع الفروسية، بمعية مدربيها “الكوتش” صوفي، والدكتورة فخطت معهم تجربة حازت بها ألقاب.
بأعين تشع فخرا، أهدت مريم فوزها لكل من زرع بذرة الأمل في تربة أحلامها. من عائلتها الصغيرة إلى أسرتها الكبيرة في Étrier de Casablanca، ومن أساتذتها إلى مدربتها صوفي، راسمة شبكة من الدعم حملتها إلى منصة التتويج.