عرفت الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا أمس الأحد، تطورات كبيرة حيث حققت أحزاب اليسار مفاجآة كبيرة على حساب أحزاب اليمين التي تصدرت الجولة الأولى الأحد الماضي.
والتطورات الأخيرة التي عرفتها الجولة الثانية سجلت نوعا من الراحة لدى المغربة، مقارنة مع بعض الدول الأخرى كالجزائر، حيث أكدت جريدة “لوموند” في تقرير لها أن التحول في المشهد السياسي في فرنسا لن يؤثر بأي طريقة في العلاقات التي تجمع بين باريس والرباط.
وأشارت الصحيفة الفرنسية أن النظام المغربي نجح في الحصول على تعاطف جميع الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات التشريعية في فرنسا، وأن لجميعها علاقة جيدة مع المغرب، عكس الجزائر.
ويعد صعود اليمين المتطرف في فرنسا مصدر راحة للمغرب، عكس باقي الدول الأخرى التي تشكل مصدر قلق لهم، إذ تضيف “لوموند”، نقلا عن خبرائها، أن التجمع الوطني الدي ينتمي له اليمين المتطرف هو صديق للرباط.
خلقت الجبهة الشعبية الجديدة (تحالف اليسار) المفاجأة وفازت بالانتخابات التشريعية في فرنسا بتقدير يتراوح بين 180 و215 مقعدا في الجمعية الوطنية.
ويلي تحالف اليسار الائتلاف الرئاسي المنضوي تحت شعار (أونسومبل)، والذي حصل على تقدير يتراوح بين 150 و180 مقعدا، ثم التجمع الوطني (أقصى اليمين) بين 120 و150 مقعدا، وفقا للتقديرات التي نشرتها وسائل الإعلام الفرنسية.
وسجل هذا الاقتراع، الذي يعتبر حاسما بالنسبة لفرنسا، نسبة مشاركة تاريخية تقدر بـ 67,5 بالمائة.
وتوجه حوالي 49.3 مليون ناخب فرنسي، أمس الأحد، للإدلاء بأصواتهم برسم الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لانتخاب نواب الجمعية الوطنية.
وجرى انتخاب ستة وسبعين نائبا خلال الجولة الأولى بعد حصولهم على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات المسجلة على 25 بالمائة من الناخبين المسجلين (39 نائبا من التجمع الوطني وحلفائهم، 32 نائبا من الجبهة الشعبية الجديدة، نائبين من المعسكر الرئاسي، وثلاثة نواب من الجمهوريين والمستقلين اليمينيين).
هكذا، يبقى 501 مقعدا للمنافسة من أصل 577 مقعدا في المجلس الأدنى. وستشهد الجولة الثانية مشاركة 1,094 مرشحا.
وبدأت الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار بالتصويت منذ أمس السبت.
وافتتحت مراكز الاقتراع في الساعة 08:00 صباحا (بالتوقيت المحلي) في المناطق الحضرية. وستغلق في الساعة 18:00 أو 20:00 في المدن الكبيرة، وهو التوقيت الذي ستبدأ فيه التقديرات الأولية في الظهور.
وبعد مفاوضات مكثفة، انسحب 224 مرشحا مؤهلا للجولة الثانية في نهاية المطاف لعرقلة فوز أقصى اليمين، الذي تعتبره استطلاعات الرأي مفضلا للجولة الثانية.
وتخضع هذه الانتخابات لمراقبة أمنية مشددة، حيث تخشى السلطات من اندلاع أعمال شغب بعد نتائج الانتخابات.
وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أول أمس الجمعة عن تعبئة 30 ألف شرطي ودركي يوم الاقتراع لمنع “اليسار المتطرف واليمين المتطرف من خلق فوضى”.
وفي الشوارع الرئيسية للعاصمة باريس، بما في ذلك شارع الشانزليزيه، اختارت العديد من المتاجر التحصن تحسبا لحدوث أعمال عنف محتملة.