دعا الأستاذ الباحث رشيد أيلان إلى إعادة النظر جذرياً في كيفية فهمنا وتطبيقنا للنصوص الدينية في العصر الحالي. وقد طرح أيلان أفكاراً جريئة حول ضرورة الاجتهاد المنفتح والتفكير النقدي في التعامل مع القضايا المعاصرة، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة وتفسير الشريعة.
شدد أيلان على أن فهم النص الديني هو في جوهره فهم بشري، يتأثر بشكل كبير بالظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمفسر. وأوضح قائلاً: “الفهم البشري للنص يعبر عن ثقافتنا وسقفنا المعرفي وحتى حالتنا النفسية. شخص تعامل مع القرآن في حالة تشاؤم فسيرى فيه التشاؤم، وشخص تعامل معه في حالة انفتاح وأمل فسيرى فيه الأمل.”
انتقد أيلان بشدة التمسك بتفسيرات قديمة للنصوص الدينية دون مراعاة تغير الظروف. وقال: “لا يمكن أن يكون هناك فهم واحد في الزمان والمكان. يتغير الزمان والمكان ويبقى النص هو.” وأضاف: “كيف يمكن أن نتحدث عن تديين جماعي؟ الدين لم ينزل للجماعة.”
تطرق أيلان بجرأة إلى قضية حقوق المرأة، مشيراً إلى أن بعض القوانين المطبقة باسم الشريعة تنتج “البكاء والألم والفقر والقهر”. وأكد على ضرورة إعادة النظر في هذه القوانين، قائلاً: “أين كرامة الإنسان عندما نجد قوانين تنتج لنا البكاء والألم؟”
شدد أيلان على أهمية الاجتهاد المنفتح في التعامل مع النصوص الدينية. وقال: “علينا أن نفتح عقولنا ونجتهد. الدين مناط التكليف فيه بالإنسان هو العقل، لذلك يجب أن نستعمل هذا العقل.” ودعا إلى الانفتاح على التجارب الإنسانية والثقافات الأخرى لإيجاد حلول عادلة للقضايا المعاصرة.
تناول أيلان قضية التعصيب في الميراث، مشيراً إلى أن هذا المفهوم غير موجود في القرآن. وقال: “ابحثوا لنا عن كلمة تعصيب في القرآن ونحن مستعدون لتطبيق هذا التعصيب. أتصدقون بأن كلمة التعصيب لا توجد في القرآن؟” وأضاف أن التعصيب نشأ في ظروف القبيلة وليس من الدين نفسه.
ختم أيلان محاضرته بدعوة قوية للتجديد في الفكر الديني. وقال: “نحن نعيش اليوم عالماً آخر ولدينا في النص القرآني وحتى في كثير من قواعد أصول الفقه ما يجعلنا اليوم نجيب على هذه الأسئلة الجديدة
