تستمر أشغال إعاد ترميم سد الساقية الحمراء بجهة العيون، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 74 بالمائة. هذا المشروع المهيكل يأتي في أعقاب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للسد إثر فيضانات عام 2016، ويُعد خطوة استراتيجية هامة نحو حل إشكالية المياه في المنطقة وتعزيز الأمن المائي في الصحراء المغربية.
ووفقاً لوزارة التجهيز والماء، عبر منصتها الرسمية “الما ديالنا”، فإن العمل في السد، الذي شهد توقفا مؤقتا، سيُستأنف خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويُتوقع أن يلعب هذا المشروع دورا محوريا في تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة، حيث سيوفر قدرة تخزينية تصل إلى 113 مليون متر مكعب من المياه.
ويكتسب هذا المشروع أهمية بالغة لعدة أسباب، أولا، سيساهم السد بشكل كبير في تأمين إمدادات المياه الصالحة للشرب لسكان المنطقة، مما يحسن جودة الحياة ويعزز الصحة العامة، ثانيا، سيوفر السد مياه الري اللازمة للأنشطة الزراعية، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز الأمن الغذائي في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، سيلعب السد دورا هاما في حماية المناطق المحيطة من مخاطر الفيضانات، مما يقلل من الخسائر المادية والبشرية المحتملة، كما سيساهم المشروع في تطعيم الفرشة المائية، مما يضمن استدامة الموارد المائية على المدى الطويل.
ويأتي هذا المشروع في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات بيئية ومناخية متزايدة. مع ارتفاع الطلب على المياه وتأثيرات تغير المناخ على الموارد المائية، يمثل سد الساقية الحمراء استجابة استراتيجية لهذه التحديات.
ويمثل إعادة ترميم سد الساقية الحمراء، أكثر من مجرد مشروع بنية تحتية؛ بل استثمار في مستقبل المنطقة وسكانها، مع تقدم الأشغال بوتيرة ثابتة، تتزايد التوقعات حول الآثار الإيجابية التي سيجلبها هذا المشروع على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
ومن جهة أخرى،سبق أن تم بمدينة العيون، تدشين قنطرة على واد الساقية الحمراء، بالمدخل الشمالي للمدينة، الذي يعد جزء من الطريق السريع العيون – تزنيت.
ويندرج هذا المشروع، الذي تم إنجازه على طول 600 متر بكلفة مالية تقدر بـ107 ملايين و600 ألف درهم، في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة.
