صرح أحمد عطاف وزير الخارجية الجزائري أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أبلغ نظيره الجزائري عبد المجيد التبون عقب لقائهما في باريس الإيطالية حيث كان مدعوا للمشاركة في مجموعة السبع، أن بلاده ستعلن رسميا دعم مغربية الصحراء.
وأشار وزير الخارجية الجزائري خلال ندوة صحفية عقدها أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخطر الرئيس الجزائري عبد المجيد التبون بقرار بلاده الرامي لدعم بلاده خطة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية واعتباره حل “وحيد” في الملف عند اجتماعهما في الـ13 من يونيو المنصرم.
وأشار أحمد عطاف إلى أن قرار رئيسه التبون كان صارما، بعد أن أبلغه ماكرون بقرار بلاده الا أن الصور التي تم تداولها أثناء لقاء الذي جمع الرئيسين يثبت عكس ذلك حيث أن الصور التي تم تعميمها أبانت على عن التودد الكبير من طرف الرئيس الجزائري تجاه نظيره الفرنسي، حتى أنهما كانا يمشيان وهما يمسكان يدي بعضهما.
هذا وأثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالته للملك محمد السادس عن موقف فرنسا الداعم لسيادة المغرب على الصحراء المغربية ردود فعل متباينة وتحليلات متعددة.
وفي سياق مهم، أكد ماكرون أن فرنسا تعتبر “حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، وقد حلل الخبير السياسي والعسكري المصطفى سلمى سيدي مولود هذا الموقف على أنه يستند إلى مرتكزين أساسيين: الواقعية والديناميكية.
فمن جانب الواقعية، يرى سيدي مولود أن فرنسا تربط قضية الصحراء بمسألتين جوهريتين: الأمن القومي المغربي وتقرير المصير، حيث تؤكد فرنسا على ثبات موقفها تجاه سيادة المغرب على الصحراء، معتبرة ذلك جزءا من الأمن القومي للمملكة، وفيما يخص تقرير المصير، أشار الخبير إلى أن مخطط الحكم الذاتي سيكون الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ومستدام.
أما من جانب الديناميكية، فقد أوضح سيدي مولود أن فرنسا تعتزم التحرك بانسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي، وستشجع جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية.
في المقابل، جاء رد فعل الجزائر حادا، حيث قررت سحب سفيرها من باريس احتجاجا على الموقف الفرنسي، مما يشير إلى احتمال تصعيد التوتر في المنطقة.
وفي أعقاب قرار الجزائر سحب سفيرها من فرنسا، ردت باريس يوم الثلاثاء بتصريح دبلوماسي، جاء هذا القرار الجزائري احتجاجا على دعم قصر الإيليزيه، لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء المغربية.
أشارت فرنسا إلى أنها “أحاطت علماً” بالخطوة الجزائرية، مؤكدة في الوقت ذاته عزمها على “تعميق العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين الفرنسي والجزائري”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: “لا نعلق على هذا القرار السيادي للجزائر. نحن من جانبنا مصممون على مواصلة توطيد علاقاتنا الثنائية مع الجزائر”.
يذكر أن فرنسا كانت قد أعلنت دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي، معتبرة إياه “الأساس الوحيد” للتوصل إلى حل سياسي للنزاع في الصحراء المغربية، مما أثار استياء الجزائر ودفعها لاتخاذ هذا الإجراء الدبلوماسي.
هذا ومن المتوقع أن يفتح هذا التطور الدبلوماسي الباب أمام مرحلة جديدة في ملف الصحراء المغربية، مع ترقب المزيد من التطورات في الأيام القادمة.
