وجه موقع “صوت الشباب” المغربي، رسالة إلى فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي و التضامني، تطلب توضيحات واستفسارات بخصوص الإقصاء غير المباشر للطبقة المتوسطة بالمغرب من السياحة الداخلية.
وتساءل موقع “صوت الشباب” في رسالته لوزيرة السياحة، عن سبب افتقار تنوع العرض السياحي المطروح في المغرب، ليلبي رغبات الطبقة المتوسطة لتستفيد هي الأخرى من السياحة الداخلية، دون حاجتها للسفر إلى الخارج، الذي أضحت العديد من الأسر المغربية المتوسطة تفضل قضاء عطلتها بالدول الأوروبية بأقل تكلفة عن المغرب.
وجاء في سؤال الرسالة :” لماذا يا سيدتي وزيرة السياحة، ما زلنا نفتقر إلى مجموعة متنوعة من عروض العطلات الجذابة التي يمكن الوصول إليها وخاصة المواقع التي تحتوي على أماكن إقامة في متناول عائلات مغربية من الطبقة المتوسطة؟
وأضاف كاتب الرسالة من موقع “صوت الشباب” :
السيدة الوزيرة، مع كل الاحترام
أصبحت مسألة وصول الأسر المغربية من الطبقة المتوسطة إلى السياحة حادة بشكل متزايد. في حين أن السياحة هي محرك اقتصادي لا يمكن إنكاره لبلدنا، فمن الواضح أن عروض العطلات التي يمكن الوصول إليها والجذابة نادرة بالنسبة لمواطنينا من الطبقة المتوسطة. غالبا ما تواجه العائلات المغربية ، التي تتوق إلى اكتشاف ثروات بلدها، نقصا في التنوع وإمكانية الوصول إلى أماكن الإقامة السياحية. لماذا هذه الفجوة في سياستنا السياحية؟
واعتبرت الرسالة أن الجميع يلاحظ نقصا في التنوع على مستوى نطاق الإقامات المعروضة، مقارنة مع الدول الأوروبية موضحة الرسالة الاستفسارية :” تقدم فرنسا وإسبانيا، جارتنا المتوسطية، أمثلة ملهمة على تنويع العرض السياحي. في فرنسا ، توجد معسكرات تقليدية وفاخرة وقرى عطلات بها نوادي للأطفال وبيوت ضيافة مريحة. من ناحية أخرى، تقدم إسبانيا منتجعات شاملة كليا ومتنزهات ترفيهية ومنازل ريفية مناسبة لجميع الميزانيات.
وفي هذا السياق تساءل صاحب المقال :” لماذا، سيدتي الوزيرة، لا نرى نفس التنوع في الخيارات هنا في المغرب؟ مناظرنا الطبيعية المتنوعة، بدءا من جبال الأطلس إلى شواطئ المحيط الأطلسي، إلى الصحراء الكبرى، يمكن أن تستوعب تماما العديد من أشكال الإقامة. لماذا لا نشجع على إنشاء مواقع تخييم مجهزة تجهيزا جيدا، أو قرى عطلات بها أنشطة للأطفال، أو أكواخ ريفية من شأنها تعزيز تراثنا الثقافي والطبيعي الغني؟
كما تطرقت الرسالة في مضمونها إلى محدودية إمكانية وصول عائلات الطبقة المتوسطة بسبب عدم وجود استراتيجية استباقية لجذبهم، بالنظر لما تشكله التكلفة المالية الباهضة من عقبة أمام العائلات المغربية من الطبقة سالفة الذكر :” غالبا ما تكون أماكن الإقامة السياحية المتاحة بعيدة عن متناول هذه العائلات، التي تبحث عن خيارات ميسورة التكلفة دون التضحية بالراحة والأمان. في أماكن أخرى، تقدم بيوت الشباب والمساكن المخدومة حلولا فعالة من حيث التكلفة وودية. في فرنسا وإسبانيا ، تتيح الإقامة الاقتصادية والفنادق التقليدية للجميع الاستمتاع بإقامة ممتعة. سيدتي الوزيرة، لماذا لا نستلهم من هذه النماذج ونطور بنى تحتية مماثلة هنا في المغرب؟”.
وفي سياق ذي صلة، اقترح “صوت الشباب” في رسالته للوزيرة فاطمة الزهراء عمور، أن تكون بيوت الشباب الحديثة والمساكن الفندقية ذات الأسعار المعقولة والفنادق الاقتصادية حلا فعليا لتجعل السياحة في متناول جزء أكبر من سكاننا.
وبعيدا عن البنية الأساسية، لابد من وضع استراتيجيات محددة لاجتذاب أسر الطبقة المتوسطة. يمكن للحملات الترويجية المستهدفة والعروض الخاصة للعائلات والحزم الشاملة أن تحول المشهد السياحي المحلي. بالإضافة إلى ذلك ، يعد التعليم والوعي بالسياحة المحلية، سواء بالنسبة للمقيمين أو المهنيين في هذا القطاع، أمرا ضروريا.
واختتم “صوت الشباب” رسالته :
سيدتي الوزيرة، ما هي استراتيجية وزارتكم الحالية لجعل السياحة في متناول جميع الأسر المغربية؟
ما هي خطط تنويع عروض الإقامة وإطلاق الحملات الترويجية المناسبة؟
من الأهمية بمكان الترويج لكنوز بلدنا والسماح لكل مغربي باكتشافها. يتمتع المغرب بإمكانات سياحية هائلة لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير لعائلات الطبقة المتوسطة.
من خلال تنويع مجموعة الإقامات المعروضة وجعل أماكن الإقامة أكثر سهولة ، لا يمكننا تعزيز السياحة الداخلية فحسب ، بل يمكننا أيضا تعزيز الشعور بالانتماء والفخر الوطني. سيدتي الوزيرة، لقد حان الوقت للعمل حتى تتمكن كل أسرة مغربية من الاستفادة الكاملة من ثروات بلدنا الجميل.
ونتطلع إلى ردودكم وإجراءاتكم الملموسة لمعالجة هذه الشواغل المشروعة. السياحة الداخلية هي فرصة فريدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأمتنا، ومن واجبك جعلها في متناول الجميع.