بعد خطوة باريس الرامية لإعلان دعمها لسيادة المغرب على صحرائه عبر مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لحل النزاع، يرجح العديد من الخبراء إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تعود باستثمارات فرنسية مهمة للرباط.
ولعل ملامح هذه الاستثمارات بدأت تظهر للعلن وذلك بعد أقل من أسبوع من هذه الخطوة، حيث أعلنت شركة “إيجيس”، عن ظفرها بالمناقصة الخاصة بالمساعدة في إدارة مشروع البنية التحتية للقطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، وهو المشروع الذي يُخطط المغرب إلى تنفيذ وإتمامه قبل مونديال 2030.
وفي نفس الموضوع كشفت مجلة “أفريكا أنتليجينس” الفرنسية، فإن الصفقة بلغت 1.385 مليار درهم، عوض العرض الذي قدمته الشركة الاسبانية اينيكو”، بقيمة 1.309 مليار درهم.
وفي نفس السياق يقول عمر الكتاني خبير اقتصادي في تصريح خص به “فبراير”: “إن فرنسا لن تخسر شيئا بسبب قرارها الداعم لسيادة المغرب على صحرائه كحل وحيد لحل النزاع، مبرزا أن مصالحها في هذا القرار هي أكثر، ومصالح فرنسا هي كبيرة جدا ولن تتغيير بموقف دولة أخرى”.
وأكد الخبير الاقتصادي قائلا: “أن قوة المغرب الأساسية تكمن في استرجاع سيادته الحقيقية، وهذه الأخيرة لن تكون إلا إذا أتم بناءه على أساس الأمن الاجتماعي، والذي لن يتحقق إلا إذا اتفق مايقرب من 95 في المائة من المغاربة على أن اللغة العربية هي لغتهم، وأن ما يجمعهم هي قيم التوحيد والتكافل والأخوة الإسلامية”.
وأشار الكتاني في معرض حديثه أن هذا الاعتراف سيفتح للمغرب مجالات وفرص أخرى في إفريقيا، وأن العلاقات المتدهورة بين الجزائر وفرنسا هو مؤقت، فسبق أن تكرر السيناريو نفسه مع اسبانيا، إلا أن العلاقات أصلحت بينهما.
هذا وأكد إيريك سيوتي زعم حزب “الجمهوريين“، الفرنسي على ضرورة التعجيل على ضرورة تحقيق التقارب بين كل من فرنسا والمغرب، وذلك بعد الرسالة التي أرسلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للملك محمد السادس والتي أعرب فيها عن دعم بلاده للسيادة المغربية على الصحراء.
وأعرب السياسي الفرنسي عبر صفحته الخاصة في منصة “إكس”، عن سعادته بالتطور موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الموضوع، مضيفا إلى أنه يطمح بأن يتم ترجمة هذه التصريحات الى تقارب ضروري وادئم.
