قال محمد الطيار، خبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إن ضم الحكومة الموريتانية الجديدة وزراء ومسؤولين تخرجوا، في وقت سابق، من مؤسسات ومعاهد مغربية، “سيساهم في الإسراع قريبا بموقف رسمي واضح من الدولة الموريتانية يؤكد مغربية الصحراء”.
وزاد الطيار، وفق تصريح له خص به موقع “فبراير.كوم”، أن “هناك إحصائيات تفيد أن 3 رؤساء لموريتانيا هم من خريجي المدرسة العسكرية الملكية في العاصمة الإسماعيلية مكناس، فضلا عن العديد من الوزراء ومدراء الشركات الرسمية درسوا كلهم في مؤسسات مغربية”.
الخبير عينه لفت، في هذا الصدد، إلى أن “العديد من المؤشرات تبين، بما لا يدع مجالا للشك، أن موريتانيا ستجرج قريبا بموقف واضح فيما يخص قضية المغاربة الأولى”، مستطردا أن “انخراط نواكشوط في مشروع أنبوب الغاز المغرب نيجيريا، وكذا في المبادرة الأطلسية، ما هي إلا إشارات واضحة عن اعتراف وشيك من موريتانيا بسيادة المغرب على صحرائه”.
كما مضى الطيار قائلا إن “البوليساريو لا تمتلك أية تمثيلية رسمية فوق الأراضي الموريتانية، وبالتحديد في العاصمة نواكشوط”، مبرزا أن “الاعتراف الموريتاني بالجمهورية الوهمية هو في عمقه شكلي فقط وليس عملي، على اعتبار أنه جاء في سياق تاريخي زال واندثر مع توسع دائرة الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي ولمغربية الصحراء”.
ولم يُفوّت الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية الفرصة، في ختام تصريحه لموقع “فبراير”، دون أن يقول إن “نواكشوط لم تعد تخشى بلطجية النظام العسكري الجزائري؛ بل إنها أصبحت تبتعد شيئا فشيئا عن تأثير النظام العسكري، بالشكل الذي جعلها أصبحت قادرة على اتخاذ قرارتها السيادية بكل استقلالية ودون إملاءات أو تخوف”.
“كما أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه سيكون أيضا حافزا لموريتانيا لتحدو حدو فرنسا، وتستجيب لمطالب شرائح واسعة من الشعب الموريتاني والنخبة السياسية، التي تطالب بإعلان اعتراف صريح ورسمي بمغربية الصحراء وطي ملفها بشكل نهائي”.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن تم تأسيس أول جمعية للأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمعاهد المغربية سنة 2021، بحضور حشد كبير من المثقفين والباحثين، فضلا عن ممثلين عن وزارتي التعليم العالي والثقافة الموريتانية، علاوة على ممثلين عن السفارة المغربية بالعاصمة نواكشوط.
يُذكر أيضا أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش كان حاضرا خلال تنصيب محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا، للمرة الثانية، للجارة موريتانيا، ممثلا للملك محمد السادس.
