قام رئيس بلدية “إيل سان دوني” الفرنسية بإغلاق جناح المغرب في منطقة المشجعين “محطة إفريقيا” المقامة على هامش الألعاب الأولمبية في باريس.
وبرر المسؤول الفرنسي قراره بكون المطربة المغربية سعيدة شرف لم تلتزم بقواعد الحياد خلال حفلتها الغنائية التي نظمت الأسبوع الماضي في ذلك الجناح، حيث أقحمت السياسة في الحفل الفني بين أوساط المشجعين.
كانت المطربة المذكورة قد تناولت الكلمة أثناء الحفل، ووجهت الشكر إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسبب دعمه لخطة الرباط المتمثلة في منح إقليم الصحراء حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.
وأصدرت القنصلية العامة للمغرب في “فيلمومبل” بيانا استنكرت فيه ما أسمته “الموقف المتحيز” لرئيس بلدية “إيل سان دوني”، محمد غنابالي المنتمي لحزب الخضر اليساري الفرنسي.
واعتبرت قراره “خطوة منعزلة تتسم بالإثارة الواضحة”، حرمت المغرب ومواطنيه الموجودين في المنطقة من لحظة احتفال كبرى للقارة الإفريقية خلال دورة الألعاب الأولمبية بباريس والاستفادة من التمثيل العادل في ذلك الموقع، أسوة بالعشرين دولة إفريقية.
وأضاف البيان أن ذلك “القرار أحادي الجانب والتعسفي، يثير تساؤلات جدية حول دوافع رئيس البلدية واحترام الالتزامات التي جرى التعهد بها، علما أن العديد من أعضاء المجلس البلدي سجلوا معارضتهم هذا القرار، وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع المغرب”.
وأوضحت القنصلية العامة للمغرب أن التعبير العفوي عن الرأي من لدن الفنانة سعيدة شرف لا يشكل تسييسا للألعاب ولا عائقا أمام الالتزامات بالحياد، ناهيك عن إعاقة التفاهم بين البلدان.
“بل على العكس تماما ـ يضيف البيان ـ فهو يوضح حرية التعبير التي تتمتع بها فنانة مغربية، ذات أصول من الأقاليم الجنوبية، سلطت الضوء ببساطة على حدث حالي يهم فرنسا والفرنسيين، بأكبر قدر من الصداقة وبروح من الألفة أشاد بها الجمهور نفسه”.
واعتبر البيان أن “القرار المؤسف” لرئيس البلدية المذكور “هو الذي أدخل بعدًا سياسيًا غير مناسب، من خلال اتخاذ تدابير لفرض رقابة على آراء أحد الفنانين ووصمها، مستغلا حدثًا ينبغي أن يركز على الاحتفال الرياضي والثقافي”.
وقالت القنصلية العامة للمغرب في “فيلمومبل” إنها تأمل ألا تكون سلامة قرار رئيس البلدية متأثرة باعتبارات شخصية أو روابط عائلية معروفة أو قرب سياسي ينحدر منه؛ طالبة منه الاعتذار عن ذلك القرار غير المقبول، بحسبها.
وربط مدونون قرار رئيس بلدية “إيل سان دوني”، محمد غنابالي، ذي الأصول السنغالية، بميوله نحو السلطات الجزائرية، مذكّرين بجنسية زوجته الجزائرية وتقاربه مع السفير الجزائري في باريس، من خلال ما أظهرته صور عديدة، ثم بتصريحات سابقة لوسائل إعلام جزائرية يؤكد فيها أنه “نشأ مع القيم الجزائرية، وأن الثقافة والتقاليد الجزائرية جزء من حياته اليومية”.