شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في استعمال التقنيات الحديثة في المجال الفلاحي مما يطرح إشكالية التخلص من نفايات هذه التقنيات التي باتت تشكل خطرا بيئيا وصحيا.
وللإعادة استعمال المخلفات الفلاحية، عاين موقع “فبراير” مجموعة من الشبان المنحذرين من مدينة أكادير، والذين عملوا على ابتكار مشروع لتحويل النفايات الفلاحية إلى أسمدة عضوية صديقة للبيئة.
وفي هذا السياق، كشف ياسين، أحد الشباب الحاملي للمشروع الفلاحي، بأن مشروعهم يهدف، إلى تحويل نفايات الضيعات الفلاحية من أجل الحصول على سماد مئة بالمئة طبيعي.
وأوضح ياسين في تصريح لـ”فبراير”، بأنه يقوم بهذا العمل رفقة مجموعة من الشباب، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الداعمين.
وأكد المتحدث ذاته، بأن هذا المشروع يعتمد على تحويل نفايات الضيعات الفلاحية، والتي لايتم استغلالها بشكل مفيد من قبل الفلاحين.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن جهة سوس ماسة تتميز بالفلاحة، لذلك قرر الشباب، ابتكار مشروع يساعد فلاحي المنطقة من أجل تطوير منتوجهم، خاصة الزراعة التي تعتمد على المواد الطبيعية.
وفي المقابل، كشفت المقاولة حياة في تصريح لها، بأن هذا المشروع يأتي بعد اكتشافهم للثلوث الذي تخلفه النفايات الفلاحية، بحيث عملو على تحويلها إلى سماد طبيعي، ومن هنا أتت فكرة المجموعة.
ووفق معطيات رسمية صادرة عن جمعية “أكروتيك”، توصلت بها جريدة العمق المغربي، يصل المنتوج الخام للمخلفات الفلاحية البلاستيكية لجهة سوس ماسة، إلى ما يناهز55 ألف طن سنويا، استنادا إلى دراسة جديدة قامت بها الجمعية ذاتها سنة .2020
وتشهد هذه النسبة ارتفاعا مستمرا يرجع إلى ازدياد المساحات المزروعة بنظام البيوت البلاستيكية وتعميم تقنيات الري الحديثة لمعظم المساحات المسقية.
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن صياغة الإستراتيجية الوطنية الجديدة، “الجيل الأخضر 2020-2030″، تستند على التقدم الذي أحرزه مخطط المغرب الأخضر، وتسعى إلى ترسيخ طابع ديناميكي أكثر تطورا للنظام الفلاحي بالمغرب.
ونتيجة لذلك، ينتظر ارتفاع في الإنتاج الخام للمخلفات الفلاحية البلاستيكية خلال السنوات المقبلة، خاصة أن سهول جهة سوس ماسة تتميز بفلاحة عصرية موجهة للتصدير، وكون الزراعات الممارسة ترتكز على نظام البيوت البلاستيكية.
وتضيف المعطيات نفسها، أن جهة سوس ماسة تتزود بمياه البحر التي تمت تحليتها في محطة التحلية بماسة، مما يساعد على تشجيع المستثمرين الفلاحيين وبالتالي ارتفاع متسارع في كميات المخلفات الفلاحية البلاستيكية.