قدم الإعلامي والمحلل الرياضي المصري، عمر عبدالله، تهانيه لجمهور المغرب بمناسبة نيله الميدالية البرونزية في الأولمبياد، على حساب منتخب بلاده مصر، عقب انتصار أشبال الأطلس بنتيجة ستة أهداف نظيفة، يوم أمس الخميس.
وقال عمر عبدالله بروح رياضية منقطعة النظير، في حواره مع “فبراير.كوم” إن “ظفر المنتخب الوطني المغربي بالميدالية البرونزية ضمن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، على حساب منتخب مصر، ما هو إلا تأكيد لتطور كرة القدم المغربية”.
وصرح الإعلامي المحلل الرياضي المصري معبرا: “أهنئ المنتخب المغربي لأنه يستحق ذلك رغم خسارتنا الكبيرة، هي مواصلة لما يقدمه المغرب في المجال الرياضي، منتخب أقل من 23 سنة العام الماضي توج بكأس افريقيا على حساب مصر في النهائي، وأنهى هذا العام الأولمبياد مُحتلا المركز الثالث، وهو رابع منتخبات العالم في مونديال قطر، بالإضافة إلى ظهور الأندية المغربية بقوة في المسابقات الافريقية. أهنئكم على تطور كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة”.
وعن قراءته لمباراة المنتخب المغربي ونظيره المصري، أفاد عمر عبدالله، في تصريح أدلى به للموقع الإخباري “فبراير”: “لأكون صريحا، عن نفسي كنت أتوقع الخسارة أمام المغرب، لكن كأعلى تقدير بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل اثنين أي بفارق هدف أو اثنين فقط، لكن ستة لصفر كبيرة جدا وغير متوقعة من الطرفين”.
وأضاف المتحدث ذاته: “المؤشر الذي لم ولن يجعل سواء مصر أو المغرب تتوقع انهزام الفراعنة بنتيجة كهذه، هو كون منتب بلدي كان متصدرا لمجموعته وانتصر على منتخبي البرغواي وإسبانيا، وكان قريبا من إقصاء فرنسا من الأولمبياد، فالبتالي النتيجة كانت مفاجأة، صحيح أن الخسارة كانت واردة أمام المغرب على اعتبار أنه يملك فرديات أعلى من تلك الخاصة بمصر، لكن ليس بـ6 أهداف”.
بعد الأداء المميز لمصر في الأولمبياد، بماذا تفسر الخسارة الكبيرة أمام المنتخب المغربي ؟
ارتأى عمر عبدالله، الإعلامي والمحلل الرياضي المصري، أن يعطي لكل ذي حق حقه، قبل عد نقاط ضعف منتخب بلاده أمام منتخب مصري، إذ قال معبرا بفخر طغت عليه مشاعر الحسرة :” قبل أن أتحدث عن السلبيات وأنتقد، خليني أعترف بأن بلوغ منتخب بلادي لنصف نهائي الأولمبياد بحد ذاته إنجاز، لأن مصر لم تكن أساسا مرشحة لتجاوز دور المجموعات ولا دور الربع، فبالتالي هو إنجاز فوق المتوقع، اللاعبين والمدرب قدموا بطولة كبيرة جدا لازم نشيد بيها”.
وفسر ضيف “فبراير.كوم” خسارة المنتخب المصري أمام نظيره المغربي أمس الخميس، في مباراة الترتيب في منافسات الأولمبياد بباريس، بعاملين أساسيين، ويتعلق الأمر بالعاملين البدني والنفسي.
وأوضح عمر عبدالله معربا: “أرى أن الخسارة متعلقة بعاملين، العامل البدني هو أن منتخب مصر في ربع نهائي أولمبياد باريس أمام البرغواي، قد لعب نصف ساعة إضافية، بالإضافة إلى الأشواط الإضافية التي خاضها أمام فرنسا، على عكس المغرب الذي أنهى وحسم نتائجه في الأشواط الأصلية لجميع مبارياته، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على الجانب البدني للاعبينا”.
كما استدل المحلل المصري ذاته، بمباراة أسود الأطلس ومنتخب “الديكة” في نصف نهائي مونديال قطر معبرا :” منتخب مصر أمام المغرب أمس، وقع في نفس المصيدة التي أثرت على المنتخب المغربي الأول في مونديال قطر أمام فرنسا في نصف النهائي، لأنه لعب الأشواط الإضافية وضربات الترجيح مع منتخب إسبانيا، وقبله منتخب البرتغال، فبالتالي بلغ المربع الذهبي مرهقا بدنيا وتعثر في بلوغ النهائي”.
وتابع عمر عبدالله تصريحه موضخا بشأن العامل الثاني الذي ساهم في الانهزام الكبير لمصر أمام أشبال الأطلس:” أرى أن 75 في المائة من المسؤولية تعود للعامل النفسي، صحيح أن مصر والمغرب الاثنين كانا قريبين من المرور للنهائي، وخسروا في آخر الدقائق بعدما انقلبت عليهم الطاولة من فرنسا وإسبانيا، ما أثر على نفسيتهما معا، إلا أن شخصية المدرب واللاعبين كانت الفارق الوحيد، على اعتبار أن السكتيوي استطاع لم شمل المجموعة وتحفيزها مجددا للظفر بالميدالية البرونزية، ولا أظن أن ذلك حصل في مصر، لأن بالنسبة لهم عاشوا إحباطا كبيرا بعد لقاء فرنسا، ودخلوا مباراة المغرب وهم خاسرين أصلا من البداية”.
أما عن التفاعل الإيجابي للجمهور المصري وروحه الرياضية العالية التي خلقت أجواء مرحة بين نظيرتها المغربية، فأوضح المحلل الرياضي في حواره كع “فبراير.كوم” معبرا :” جمهورنا يتفاعل كثيرا مع الأحداث الرياضية، فكان تقبل الخسارة واضح لأن الشعب المصري يحب الرياضة جدا، زد على أنو كانت الخسارة متوقعة، إلا أن النتيجة الكبيرة كانت قاسية ما جعل الجماهير المصرية تستخدم ملكة الهزار والضحك، والتفاعل بسخرية مع نتيجة المباراة لتناسي السداسية”.
كما لم يغفل ضيف “فبراير.كوم” عن تسطير نقاط قوة المنتخب المغربي، بعدما كان يتابع أداءه منذ انطلاق الأولمبياد، على رأسها المهارات الفردية وروح المجموعة، موضحا: “تمثل قوة المغرب في الفرديات، لاعبي المنتخب لديهم مهارات فردية كبيرة، كل اللاعبين يمارسون في التشكيلة الرسمية بأنديتهم العربية والأوروبية، على عكس المنتخب المصري باستثناء زيزو والنني”.
وتابع حديثه: “النقطة الثانية، هي اللعب الجماعي، المغرب قدم مبارايات جميلة جدا وروح جماعية عالية، بغض النظر عن أخطائه البسيطة أمام إسبانيا، المنتخب المغربي كان شرسا في الهجوم بوجود سلاحه الفتاك رحيمي، وحارسه المميز منير المحمدي، صحيح أن خط الدفاع كان فيه بعض الشرود والسرحان، لكن اللعب الجماعي عوض أي نقص في الملعب”.
وأشاد عمر عبدالله بالمستوى الكبير الذي قدمه الدولي المغربي سفيان رحيمي، نجم العين الإماراتي وهداف دوري أبطال آسيا معبرا :” أرى أن البطولة هي شهادة ميلاد جديدة لرحيمي مع المنتخب الأول، لأن المنتخب المغربي رغم قوته كان دائما عنده نقص في مركز رأس حربة، رغم تواجد يوسف النصيري إلا أنه في الكرة الحديثة رحيمي سيكون أفيد أكثر، فأعتقد أن البطولة دي قدمت سفيان بشكل مميز جدا، لذلك أرى أن المنتخب الأول الأجدر به مستقبلا أن يعتمد بشكل دائم على رحيمي”.