جدد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، دعوته لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تتجاوز الانتماءات الفصائلية لتكون قضية جميع العرب والمسلمين.
جاءت تصريحات بنكيران خلال كلمة مقتضبة ألقاها يوم الأحد في جنازة الصحافي الفلسطيني الراحل بلال الحسن، التي جرت بمقبرة الشهداء في العاصمة الرباط.
وقال بنكيران: “لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نترك إخواننا الفلسطينيين يقتلون، خاصة في غزة”، مشددًا على أن الوضع في غزة لا يمكن وصفه إلا بعبارة “إلى الله المشتكى”، في إشارة إلى حجم المعاناة التي يعانيها السكان هناك.
وأكد بنكيران أن القضية الفلسطينية ليست ملكًا لفصيل بعينه مثل حركة فتح أو حماس، بل هي قضية تخص كل الفلسطينيين، وكذلك كل العرب والمسلمين.
وأضاف أن الفلسطينيين قد اختارهم الله تعالى ليكونوا في الخطوط الأمامية في معركة تحرير فلسطين، مشيدًا بتضحياتهم الكبيرة التي تتجسد في تقديم الشهداء من القادة والرجال والنساء والأطفال.
وفي سياق حديثه عن الراحل بلال الحسن، أثنى بنكيران على مسيرة النضال التي قادها الحسن، مشيرًا إلى أنه ينتمي إلى أسرة فلسطينية مناضلة كانت من أوائل قيادات الشعب الفلسطيني. وأكد ابن كيران على العلاقة المتينة التي تربط المغرب بهذه الأسرة، خاصة من خلال عميدها سعيد الحسن، الذي كان له علاقات مميزة مع الملك الراحل الحسن الثاني. وأضاف: “لم نكن نفرق بينه وبين المغاربة”.
وأشار بنكيران إلى أن المغرب قد احتضن أسرة بلال الحسن كما احتضن العديد من الأسر الفلسطينية الأخرى، مؤكدًا أن هذا الاحتضان يعكس موقف المغرب الثابت من القضية الفلسطينية. واختتم كلمته بالإشارة إلى أن الفقيد بلال الحسن، الذي وافته المنية في باريس، حرصت أسرته على دفنه في المغرب، الذي اعتبره بلده الثاني.
وقد سبق لعبد الإله بنكيران خلال كلمة له ضمن الجمع العام لجمعية “محامون من أجل العدالة” إن الحزب لم يوافق أبدا على التطبيع، كان وما يزال على نفس الموقف من القضية الفلسطينية.
وعبر بنكيران ن، عن حزنه الشديد إزاء الضعف العربي والدولي تجاه فلسطين وما يقع من جرائم صهيونية على أرض غزة.
وأضاف “أنا أخجل من سلوك النظام العربي، ومن سلوكنا كشعوب أيضا، منبها أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في غزة شيء مفجع و متسائلا “أين غابت الإنسانية؟ وأين شعارات الدولة التي تدعي حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها”.
وأوضح أن التحليلات الحالية تشير إلى أن تطويل الاحتلال والدول الداعمة له للمفاوضات، هي بهدف إجبار الناس على النزوح، مؤكدا أن صمود أهل غزة تجاه هذا المسعى أمر غير مسبوق، حيث يُخير الناس بين النزوح أو القتل، لكنهم يرفضون النزوح ويعلنون تشبثهم بأرضهم.
واعتبر أن إسرائيل ستفشل في مشروعها التوسعي الساعي إلى إبعاد ساكنة الضفة إلى الأردن، وأهل غزة إلى سيناء.