في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الفعالية الإدارية وتحسين الخدمات العمومية، أقدمت وزارة الداخلية المغربية على تنفيذ حركة انتقالية واسعة النطاق تشمل 592 من رجال السلطة، وهو ما يعادل 23% من إجمالي أفراد هذه الهيئة العاملين بالإدارة الترابية. تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجيات الوزارة الرامية إلى تجديد وتطوير الموارد البشرية في هذا القطاع الحساس، حيث تلعب هيئة رجال السلطة دوراً محورياً في تحقيق مفهوم الخدمة العمومية وتطبيقه على أرض الواقع.
تنفيذ الحركة: أهداف وتفاصيل
أعلنت وزارة الداخلية في بلاغ رسمي، صدر اليوم الإثنين 12 غشت 2024، أن هذه الحركة الانتقالية تندرج ضمن التدابير السنوية التي تهدف إلى تعزيز كفاءة الإدارة الترابية وتجديد القيادة في مختلف عمالات وأقاليم المملكة. تسعى الوزارة من خلال هذه الخطوة إلى تحسين الأداء الإداري، ومواكبة الأوراش التنموية، وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في كافة المناطق.
البلاغ أشار إلى أن الحركة الانتقالية تأتي ضمن إطار استراتيجية الوزارة التي تستهدف إعداد وكشف أجيال جديدة من المسؤولين الترابيين. وتعكس هذه الاستراتيجية توجه الوزارة نحو قيادة التغيير، من خلال تعيين مسؤولين قادرين على مواكبة التحديات التنموية والإسهام الفعّال في تنفيذ المشاريع التنموية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
نظام التقييم ومجالات التغيير
تم الإعداد لهذه الحركة الانتقالية وفق نظام التقييم الشامل بزاوية 360 درجة، الذي يعتمد على مقاربة موضوعية في تقييم الأداء ويشرك المواطنين في عملية التقييم. هذا النظام يهدف إلى تحسين جودة التقييم وتعزيز الشفافية في اختيار المسؤولين، مما يساهم في تعزيز الثقة في الهيئة وتطوير أدائها.
نتيجة لهذا التقييم، تم إجراء ترقيات في المهام شملت 96 من رجال ونساء السلطة. هذه الترقيات تهدف إلى تحفيز الكوادر البشرية وتقدير جهودهم، حيث تم رفع عدد منهم إلى درجات عليا ضمن الهيئة. كما شملت الحركة الانتقالية تنقيلات لرجال السلطة الذين قضوا أكثر من ثلاث سنوات في نفس العمالة أو الإقليم، بالإضافة إلى الذين تتطلب ظروفهم الصحية أو الاجتماعية تقريبهم من المراكز الاستشفائية.
تعيين خريجين جدد وتعزيز الكوادر
من أجل إدخال دماء جديدة إلى الإدارة الترابية، تم تعيين 124 خريجًا من المعهد الملكي للإدارة الترابية ضمن هذه الحركة الانتقالية. هؤلاء الخريجون يمثلون جيلًا جديدًا من المسؤولين القادرين على الإسهام في تحسين الأداء الإداري ومواكبة التطورات التنموية في مختلف المناطق.
تحفيز الأداء والترقيات
في إطار جهودها لتعزيز حوافز رجال السلطة، قامت وزارة الداخلية بترقية 544 منهم إلى درجات عليا، وفقًا لما أسفرت عنه أعمال اللجان الإدارية متساوية الأعضاء.
هذا الإجراء يهدف إلى تحفيز الأداء وتعزيز الروح المعنوية بين أفراد الهيئة، مما يسهم في تحسين فعالية الخدمات المقدمة.
كما نظمت الوزارة مباراة لانتقاء المترشحين المؤهلين للالتحاق بسلك رجال السلطة من درجة خليفة قائد، حيث تم اختيار 133 عون سلطة للمشاركة في التكوين المتخصص في المعهد الملكي للإدارة الترابية. من المتوقع أن يخضع هؤلاء لتكوين متخصص يعزز قدراتهم ويؤهلهم لتولي مهام خليفة قائد بعد اجتيازهم بنجاح.
التزام وزارة الداخلية بالكفاءة وتكافؤ الفرص
تؤكد وزارة الداخلية من خلال هذه الإجراءات على التزامها الصارم بمعايير الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص في تولي المناصب القيادية. تسعى الوزارة إلى تعزيز فعالية الإدارة الترابية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة والتطلعات الوطنية.
بإجمال، تعكس هذه الحركة الانتقالية الجهود المستمرة لوزارة الداخلية في تعزيز الأداء الإداري وتطوير الكوادر البشرية، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة وتحسين مستوى الخدمات العمومية في المملكة.
