في ضوء النتائج المخيبة التي حققتها البعثة المغربية في أولمبياد باريس 2024، دعا حزب العدالة والتنمية إلى عقد جلسة برلمانية عاجلة لمناقشة “الحصيلة المحبطة” التي وصفت بالمخيبة للآمال.
وجاءت هذه الدعوة عبر طلب رسمي تقدم به الفريق النيابي للحزب، مطالبًا بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، إلى جانب عدد من الأبطال الرياضيين السابقين وأطر التدريب لمناقشة أسباب هذا الأداء المتواضع.
وعلى الرغم من مشاركة المغرب بوفد رياضي كبير ضم 60 رياضيًا في 19 نوعًا رياضيًا، كانت حصيلة الميداليات المغربية هزيلة جدًا، حيث لم تتجاوز ميداليتين: ذهبية في سباق 3000 متر موانع أحرزها البطل سفيان البقالي، ونحاسية في كرة القدم حصل عليها المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة.
هذه النتائج جاءت أقل بكثير من التوقعات، خاصة في ظل أداء مخيب في العديد من الرياضات التي كانت تعوّل عليها المملكة، مثل الملاكمة وألعاب القوى.
و لتدارس الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج المتواضعة، طالبت مجموعة العدالة والتنمية بحضور عدد من الأبطال الرياضيين السابقين والخبراء، على رأسهم عزيز داودة، وسعيد عويطة، ونوال المتوكل، ونزهة بيدوان، وخالد السكاح، وهشام الكروج.
ويرى الحزب أن هؤلاء الأبطال، الذين ساهموا في رفع راية المغرب في السابق، يمكنهم تقديم رؤى تحليلية ومقترحات قد تساعد في تحسين وضع الرياضة المغربية.
وأكد رئيس المجموعة النيابية للحزب، عبد الله بووانو، في طلبه، أن مشاركة هؤلاء الأبطال في المناقشة تأتي استنادًا إلى المادة 130 من النظام الداخلي لمجلس النواب، التي تسمح بدعوة شخصيات خارج البرلمان لتقديم شهاداتهم وخبراتهم.
وجاء هذا التحرك في ظل تزايد الانتقادات حول تراجع المستوى الرياضي في المغرب خلال العقدين الماضيين. فقد شهدت الرياضة المغربية، بحسب مراقبين، تراجعًا ملحوظًا في الأداء والنتائج على المستوى الدولي، وهو ما يعزوه البعض إلى سوء التسيير داخل الجامعات الرياضية، وفشل السياسات الرياضية في تقديم الدعم اللازم للرياضيين، بالإضافة إلى احتكار بعض رؤساء الجامعات الرياضية لمناصبهم لفترات طويلة دون تحقيق نتائج ملموسة.
وفي هذا السياق، يرى “البيجيدي” أن مساءلة المسؤولين عن الرياضة باتت ضرورة ملحة لتحديد مكامن الخلل والعمل على إصلاحها.
كما يعتبر الحزب أن الحصيلة التي حققها الرياضيون المغاربة في باريس تعكس بشكل واضح وجود مشاكل عميقة تتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً لإصلاح القطاع الرياضي في البلاد.
ولعل ما يزيد من حدة الانتقادات هو أن المغرب، الذي يُعَد من بين الدول التي تستثمر بشكل كبير في الرياضة، قد جاء أداؤه أقل من المتوقع مقارنة بدول عربية أخرى، وحتى دول أقل شهرة على الساحة الرياضية الدولية، حيث تمكنت هذه الدول من تحقيق نتائج أفضل بكثير، وهو ما يزيد من الإحباط لدى الجمهور المغربي، الذي كان يأمل في تحقيق نتائج تليق بمكانة البلاد على الصعيدين الإفريقي والدولي.
تأتي دعوة العدالة والتنمية للمساءلة في سياق أوسع يتعلق بالحاجة إلى إصلاح شامل للرياضة المغربية. فقد أصبح واضحًا أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة تقييم السياسات الرياضية، والعمل على تحسين البنية التحتية الرياضية، وتقديم دعم أكبر للرياضيين في جميع المراحل، بدءًا من الرياضة المدرسية وصولًا إلى المستوى الاحترافي.