أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء 14 غشت، حالة طوارئ صحية عالمية بعد الانتشار الواسع لجدري القردة في أكثر من 12 دولة إفريقية، مع تسجيل حالات إصابة بين الأطفال والبالغين وظهور سلالة جديدة من الفيروس. يأتي هذا الإعلان في ظل قلة توفر اللقاحات بإفريقيا، مما يهدد بزيادة تفشي الفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول إفريقيا الوسطى خلال الأسابيع المقبلة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “هذا أمر يجب أن يثير قلقنا جميعاً، إذ أن احتمال انتشار الفيروس خارج إفريقيا قد يكون مقلقاً جداً”. وأكدت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي، الثلاثاء، حالة طوارئ صحية عامة في القارة بسبب تفشي جدري القردة، المعروف أيضًا باسم “إمبوكس”.
وأوضح جان كاسيا، رئيس المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في تصريح إعلامي، أن جدري القردة يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الصحي في إفريقيا، معلنًا أنه تم تسجيل أكثر من 17 ألف حالة يشتبه في إصابتها بجدري القردة، إلى جانب 517 حالة وفاة في القارة هذا العام. هذه الأرقام تمثل زيادة بنسبة 160% في الإصابات و19% في الوفيات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع تسجيل أكثر من 96% من الإصابات والوفيات في الكونغو.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستعقد اجتماعًا طارئًا للجنة الخبراء لمناقشة تفشي الفيروس وتقييم ما إذا كان يشكل حالة طوارئ صحية دولية. وأشار تيدروس إلى أن اللجنة ستقدم توصيات مؤقتة حول الإجراءات الواجب اتخاذها في حال تم إعلان الفيروس كحالة طوارئ دولية.
ويُعتبر جدري القردة، الذي اكتُشف لأول مرة لدى البشر في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مرضًا معديًا ينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة، ويمكن أن ينتقل أيضًا من شخص لآخر عبر الاتصال الجسدي الوثيق. وتشير التقارير إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تشهد أعلى نسبة تفشي للفيروس، حيث سجلت حتى 3 أغسطس 14479 إصابة و455 حالة وفاة، بمعدل وفاة يبلغ 3%.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الصحية في كوت ديفوار ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بجدري القردة بعد تسجيل 8 حالات جديدة. ودعت السلطات السكان إلى تجنب الاتصال بالحيوانات البرية للحد من انتشار العدوى، خاصة في مناطق مثل تابو وكوماسي وأبوبو في العاصمة أبيدجان.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من خطورة السلالة الجديدة التي ظهرت في سبتمبر 2023، والتي قد تزيد من تفشي المرض في إفريقيا والعالم. ويسبب الفيروس أعراضًا تشمل الحمى، وآلام العضلات، والتهابات جلدية تشبه الدمامل.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد رفعت حالة الطوارئ الصحية المرتبطة بجدري القردة في مايو 2023، بعد أقل من عام على إعلانها في يوليو 2022، حين تسبب الفيروس في وفاة 140 شخصًا من بين نحو 90 ألف إصابة حول العالم.