عادت أشهر معركة غذائية في العالم، يوم الأربعاء المنصرم، لتلون شوارع بونيول الإسبانية باللون الأحمر القاني. فقد شهدت البلدة الصغيرة النسخة السابعة والسبعين من مهرجان “لا توماتينا” الشهير، حيث تحول 15 ألف مشارك إلى محاربين مسلحين بـ 130 طناً من الطماطم الناضجة.
“إنه الحدث الأكثر جنوناً على الإطلاق!” هكذا يصفه مشاركون قادمون من مختلف أنحاء العالم.
وما إن تدق ساعة الظهيرة حتى تتحول شوارع بونيول إلى ساحة معركة حمراء، مع انطلاق ست شاحنات محملة بالذخيرة اللذيذة.
وعلى مدى ساعة كاملة، يغرق المشاركون في بحر من عصير الطماطم، متسلحين بنظارات شمسية وأقنعة غوص لحماية أعينهم من الرذاذ الأحمر المتطاير. وسرعان ما تتحول الملابس البيضاء التقليدية للمهرجان إلى لوحات تجريدية باللون الأحمر.
ماريا فاييس، المسؤولة عن السياحة في بونيول، وفي تصريحها للصحافة، عبرت عن سعادتها بعودة المهرجان قائلة: “كنا نتوق للشعور بالأدرينالين الذي حُرمنا منه لعامين.” ورغم أن عدد المشاركين هذا العام لم يصل إلى 20 ألفاً كالمعتاد، إلا أن الحماس كان طاغياً على الأجواء.
وللرد على الانتقادات المتعلقة بهدر الطعام، أوضحت فاييس أن الطماطم المستخدمة تُزرع خصيصاً للمهرجان، مؤكدة: “ما كنا لنزرعها لولا وجود توماتينا.”
يعود أصل هذا المهرجان الفريد إلى عام 1945، حين تحول شجار عفوي في حفلة محلية إلى معركة بالطماطم. ومنذ ذلك الحين، تحول هذا الحدث الجنوني إلى تقليد سنوي يجذب محبي المرح من جميع أنحاء العالم.
وهكذا، بعد ساعة واحدة من المعركة الحمراء، ينتهى المهرجان تاركاً وراءه شوارع غارقة في الأحمر ومشاركين مبتهجين يحتفلون حتى المساء. لتبقى “لا توماتينا” شاهدة على أن الجنون المنظم قد يكون أحيانا أفضل وسيلة للترفيه والسعادة.