مازال ملف “مجموعة الخير” بطنجة، التي نصبت على المئات، لم يبح بأسراره بعد، إذ مازالت الشكايات تتقاطر على النيابة العامة بطنجة، وغدا ستعقد جلسة تحقيق للاستماع إلى المتابعين الـ11.
وقال مصدر قضائي إن 10 نساء سيمثلن غدا أمام قاضي التحقيق، الذي مازال يباشر مسطرة التحقيق، والتي ستطول نظرا لأن الشكايات مازالت تظهر، وقد وصلت إلى حوالي 1000 شكاية، فيما يقدر إجمالي المبالغ التي جمعها بـ200 مليون درهم.
قصة هذه المجموعة بدأت سنة 2022، وبدأت تشتغل في النصب والاحتيال دون أن يدري ذلك المنخرطون فيها، إلى ان انكشفت خطتها في الشهر الفائت، حينها اكتشف المنخرطون أنهم يعدون بالمئات، وكل واحد كان سببا في إقناع آخرين بالمساهمة من ماله.
واعتمدت طريقة النصب في هذه المجموعة على ما تقوم به شركات آسيوية تحديدا، إذ تستهدف عن طريق حسابات وهمية أشخاصا في فايسبوك وواتساب وخصوصا في تيك توك، وتحاول إقناعهم بالعمل في مجال التجارة الإلكترونية، وأن عليهم أن يساهموا بمال بسيط لكي يربحوا ضعفه، ومع الوقت يطلبون رفع المساهمات ثم يسحبون أموالا، وهكذا إلى أن يجد الشخص نفسه قد ساهم بمال أكبر فيختفي الحساب الوهمي نهائيا.
بهذه الطريقة عملت مجموعة الخير في طنجة، لكن بدون حسابات وهمية، بل بطريقة مباشرة وتحويلات مالية بنكية أو بـ”الكاش”.
حيث يقوم الشخص بالانخراط في المجموعة بمبلغ بسيط وعليه أن يقنع شخصين بالانخراط، ومقابل ذلك سيستعيد أمواله وسيربح.
وساهمت الأرباح في انتشار الخبر بين الأسر في أكثر من مدينة، وليس في طنجة فقط، حيث انخرط أسر وعائلات ومسؤولين. إلى أن تفاجأ الجميع بأن المجموعة أغلقت وهرب من كانوا يسيرونها إلى الخارج فيما تم توقيف زملائهم النصابين.
ووجد المئات من المواطنين أنفسهم وقد سُلبت منهم أموالهم وباعوا ما يمتلكون لكي ينخرطوا.
ونجحت شبكة النصب في الوصول إلى ضحايا من المغاربة المقيمين في أوروبا، كما عمدت “مجموعة الخير” إلى تقديم تعويضات مالية للمستفيدين الأوائل، من باب تأكيد مصداقية وعودها، ولكن لاحقا سقط آلاف الضحايا من الذين تقدموا بمبالغ مالية، ولم يروا أي فوائد مالية.
وتشير المعطيات الأولية في هذه القضية إلى أن المتهمة الرئيسية اسمها كريمة، وتعيش في مدينة طنجة في شمال المغرب، وتتواجد في حالة اعتقال.
وارتبط اسم “مجموعة الخير” برئيسة الشبكة كريمة، صاحبة روضة أطفال في مدينة طنجة.
والأكيد أن ما وقع تسبب في وقوع مآسي وصدمات نفسية وسط هذه الأسر التي انخرطت في المجموعة ووضعت ثقتها في من كانوا يسيرونها، خصوصا ان العديد أقنع آخرين بالانخراط فوجدوا أنفسهم ضحايا.
ومن المتوقع أن يتم تمديد الحراسة النظرية للمتابعين في ظل عدد الشكايات.
