تلك الكلمات التي تأتي وتذهب، منك إليّ، ومني إليك، ناسجة روابط قوية، تلك الكلمات ذات الهندسة المتغيرة، تلك الكلمات المرنة التي تقتحم الأبراج الحصينة، وتكسر الحصار، وتمد الجسور بين الضفاف لإنقاذ العشاق.
تلك الكلمات الحنونة التي تدفئ كأشعة الشمس، وتخفف الآلام، وتتسلل إلى داخلنا، متخذة في أجسادنا قنواتها الخاصة، فتعيدنا إلى توازننا وتشفينا من أوجاعنا.
تلك الكلمات المحملة بالذكريات: ملجأنا الأول بعيدًا عن الأعين الفضولية، قبلتنا الأولى التي شعرنا بها فيها قبل أن تتلامس شفاهنا، تلك الأزهار البرية البكر متعددة الألوان، تلك الكلمات المترددة، المرتجفة التي تبارك تبادلاتنا الأولى.
تلك الكلمات التي تزيل التجاعيد عن جبينك الذي كان قاطبًا حتى ذلك الحين، تلك الكلمات التي تجمع حبنا الأول، تلك الإعلانات التي تتلعثم بالعاطفة بخجل.
تلك الكلمات التي تستدعي شفتيك اللتين كانت قد أغلقتهما الحشمة المفروضة حتى ذلك الحين، تلك الكلمات التي تتغلب على مقاومتهما وتجعل التقدمات الأولى سهلة.