نشرت صحيفة (Poder360) البرازيلية تقريراً شاملاً تناولت فيه الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في شمال إفريقيا تحت قيادته الملك محم السادس، مشيرة إلى أن المملكة تواصل ترسيخ موقعها كقوة إقليمية مؤثرة، وذلك من خلال الاعتماد على نهج تنموي شامل يستثمر في البنية التحتية، التعليم، والتكنولوجيا. واعتبرت الصحيفة أن هذه الديناميكية تسهم في تعزيز استقرار المغرب ومكانته السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية.
وتحت عنوان “مستعد للانطلاق”، أكد الكاتب مارسيلو توغنوزي أن المغرب اليوم يشهد تحولاً كبيراً على صعيد التنمية، وهو التحول الذي بدأ منذ تحرره من الاستعمار في أواخر خمسينيات القرن الماضي. وأضاف الكاتب أن المغرب نجح في التقدم بفضل استقراره السياسي ومناخ الأعمال الجاذب والمستقر، بالإضافة إلى كفاءة نظامه القضائي الذي يُعَدُّ ركيزةً أساسية في حماية حقوق المستثمرين وتشجيع النمو الاقتصادي.
وركز التقرير على البنية التحتية المتطورة التي يتمتع بها المغرب، موضحاً أن المملكة كانت أول دولة في إفريقيا تمتلك قطاراً فائق السرعة، يربط بين العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ومدينة طنجة، بوابة البحر الأبيض المتوسط. وأشار الكاتب إلى أن هذا المشروع البارز جاء كجزء من رؤية شاملة لتعزيز الاتصال الداخلي وتحقيق التكامل الاقتصادي، حيث يُعد ميناء طنجة المتوسطي أحد أهم الإنجازات التي وضعت المغرب في مصاف الدول المنافسة عالمياً. فقد تمكن هذا الميناء من تقليص زمن عبور السفن القادمة من الجنوب بشكل ملحوظ، وساهم في تسهيل حركة البضائع من وإلى أوروبا والشرق الأوسط بتكاليف تنافسية.
وفي الجنوب، تناول الكاتب مشروع ميناء الداخلة الذي يمثل خطوة واعدة نحو تطوير الصناعات الوطنية، حيث يجذب استثمارات في قطاعات متعددة تشمل صناعة السيارات، الصناعات الغذائية، الأدوية، وقطاع البناء. وأوضح توغنوزي أن هذا المشروع يسهم في تعزيز ظهور طبقة وسطى جديدة، تتألف من مهنيين ذوي كفاءات عالية، مما يعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
وفيما يتعلق بمجال التعليم، ألقى التقرير الضوء على جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، التي تُعد إحدى المؤسسات الأكاديمية الرائدة في إفريقيا. وأشار الكاتب إلى أن هذه الجامعة تعتمد بشكل رئيسي على اللغة الإنجليزية في تدريس حوالي 6000 طالب، مع تركيزها على مجالات الابتكار، التكنولوجيا، السياسات العامة، والصناعات الغذائية. وتعد هذه المؤسسة جزءاً من استراتيجية وطنية لتعزيز البحث العلمي والابتكار، مما يجعل المغرب وجهة متميزة للتعليم العالي في القارة.
أما على صعيد الطاقة، فقد أشار توغنوزي إلى أن المغرب يعمل على تحقيق تحول جذري في قطاع الطاقة من خلال استثمارات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة. وأوضح أن المملكة تهدف إلى إنتاج 52% من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2027، عبر مصادر نظيفة مثل الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والهيدروجين الأخضر. ويأتي هذا التوجه في إطار التزام المغرب بتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف انبعاثات الكربون.
وفي ختام التقرير، تطرق الكاتب إلى العلاقات الثنائية بين المغرب والبرازيل، مسلطاً الضوء على زيارة وزير الشؤون الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، إلى المملكة في شهر يونيو الماضي. وأكد توغنوزي أن هذه الزيارة فتحت آفاقاً جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيراً إلى أن البرازيل لديها فرصة كبيرة للاستفادة من موقع المغرب كجسر بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مما يمكنها من ولوج أسواق جديدة بتكاليف أقل ويعزز مصالح الشركات البرازيلية.
واختتم الكاتب بالتأكيد على أن المغرب، بفضل تاريخ يمتد لأكثر من ألف سنة، ودبلوماسيته الفعّالة، يواصل ترسيخ مكانته الريادية في شمال إفريقيا، من خلال استثماراته المستمرة في التعليم، الابتكار، والتكنولوجيا، فضلاً عن التزامه الدائم بالسلام والتعاون الدولي.