ساهمت التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها عدة مناطق بالمغرب خلال الساعات الأخيرة في تعزيز مخزون السدود بنسب متفاوتة، مما أدى إلى تحسين الوضع المائي في جهة سوس ماسة.
وقد سجلت خمسة سدود في الجهة زيادة ملحوظة في حقينتها المائية، ليبلغ مجموع الزيادة 86.245 مليون متر مكعب، ما يعادل ارتفاعًا بنسبة 11.6% حتى صباح يوم الأحد 8 سبتمبر 2024.
ومن بين أبرز السدود التي شهدت ارتفاعًا في مخزونها المائي كان سد يوسف بن تاشفين، الذي زادت حقينته بمعدل 11.5%، ليصل مجموع المياه المخزنة إلى 34.169 مليون متر مكعب. هذه الزيادة تعادل 0.753 مليون متر مكعب إضافية مقارنة مع اليوم السابق.
سد أولوز بإقليم تارودانت شهد أيضاً زيادة هامة في مخزونه، حيث بلغت حقينته 10.679 مليون متر مكعب، بزيادة قدرها 12%. حيث استقبل السد خلال 24 ساعة الأخيرة 4.846 مليون متر مكعب من مياه الأمطار، ما يعكس تأثير التساقطات الأخيرة بشكل مباشر على استقرار الإمدادات المائية في الجهة.
في السياق نفسه، حقق سد مولاي عبد الله ارتفاعًا بنسبة 23.8%، حيث بلغ حجم المياه المخزنة فيه 21.566 مليون متر مكعب، وذلك بعد استقبال 3.928 مليون متر مكعب إضافية من الأمطار الغزيرة.
ورغم هذه التحسينات الملحوظة في بعض السدود، لم تسجل بعض المنشآت الأخرى في الجهة أي زيادات في مخزونها المائي، مثل سد عبد المومن، سد إمي الحنك، وسد أهل سوس.
هذا التباين في تأثير الأمطار حسب عدد من الخبراء يعكس التفاوت الجغرافي في توزيع التساقطات المطرية، رغم تواجد بعض المناطق تحت تأثير الجفاف النسبي، مما يبرز التحديات المستمرة في إدارة الموارد المائية.
ويأتي هذا التحسن في وقت حساس، حيث تعاني مناطق عديدة في المغرب من نقص حاد في المياه بسبب تراجع التساقطات المطرية خلال السنوات الماضية، وهو المعطى الذي جعل ارتفاع مخزون السدود في سوس ماسة دفعة إيجابية نحو تلبية احتياجات السكان والزراعة في المنطقة، التي تعتمد بشكل كبير على مياه السدود.
يذكر أن الأمطار الأخيرة ساهمت في تحسين الوضع المائي بشكل ملحوظ، حيث باتت معظم السدود تسجل زيادات هامة في حقينتها، في انتظار استمرار التساقطات خلال الفترات المقبلة لضمان استدامة هذا التحسن، ومع ذلك، تبقى بعض المناطق بحاجة إلى حلول إضافية لتأمين موارد مائية كافية، خصوصاً تلك التي لم تسجل زيادات تذكر في مخزون سدودها.