“قف على ناصية الحلم حتى يتحقق”.. صفحة جديدة فتحت في فرنسا عبر بوابة “بارالمبياد باريس“، حيث تلاشت الحدود بين الإعافة والإنجاز، وتوهجت نجمة العداءة المغربية، فاطمة الزهراء الإدريسي، التي لم تسمح لها إعاقتها البصرية أن تحجب عنها رؤية أحلامها أو تعيق خطواتها نحو القمة، “قمة الذهب”.
بخطوات ثابتة وإرادة من حديد، شقت الإدريسي طريقها في عالم ألعاب القوى، متخصصة في سباقات المسافات المتوسطة والطويلة، تسابق رياح الإصرار والأمل، محطمة الأرقام القياسية وحصدت الميداليات، لتثبت للعالم أن العزيمة أقوى من أي عائق.
في صيف 2023، كتبت الإدريسي اسمها بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ الرياضي المغربي والعالمي، ففي باريس، عاصمة النور، أضاءت هذه البطلة سماء بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة بإنجاز غير مسبوق، بفوزها بالميدالية الذهبية في سباق 1500 متر، أصبحت أول امرأة مغربية تعتلي منصة التتويج في هذا السباق في تاريخ البطولة.
لكن الإدريسي لم تكتف بهذا الإنجاز. فبعد شهرين فقط، وفي نفس المدينة التي شهدت تألقها، عادت لتبهر العالم والمغاربة من جديد، ففي دورة الألعاب البارالمبية بباريس، حلقت الإدريسي فوق مضمار الماراثون، محطمة الرقم القياسي العالمي بزمن مذهل قدره ساعتين و48 دقيقة و36 ثانية.
فاطمة الزهراء الإدريسي، قصتها لم تنبني على سرد لإنجازات رياضية، بل هي ملحمة إنسانية ملهمة عن الإرادة والتصميم، فهي لم تركض فقط بقدميها، بل ركضت بقلبها وروحها، متخطية كل الحواجز التي وضعتها الحياة في طريقها.
اليوم، الإدريسي تشكل رمزا للتحدي والنجاح، ليس فقط للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل لكل من يحلم بتحقيق المستحيل. إنها تجسيد حي لمقولة أن “الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في العقل والروح”.
فاطمة الزهراء الإدريسي، بطلة تجاوزت حدود الإعاقة لتصنع المجد، وعداءة رسمت بخطواتها خارطة طريق للنجاح، تلهم الأجيال وتؤكد أن الإرادة قادرة على صنع المعجزات. إنها ليست مجرد رياضية، بل هي قصة ملهمة عن قوة الروح البشرية وقدرتها على التغلب على كل الصعاب.