كشف المعارض السابق محمد لوما، أحد الشخصيات البارزة التي عاصرت فترة ما بعد الاستقلال في المغرب عن تفاصيل مثيرة حول الصراعات السياسية والتحولات الاجتماعية التي شهدتها المملكة خلال تلك الفترة الحاسمة.
وتحدث ضيفنا عن الصراع المحتدم على السلطة بين القصر الملكي والقوى السياسية الأخرى في أعقاب الاستقلال. وأشار إلى أن الملك الحسن الثاني سعى بشكل حثيث لتوطيد سلطته، مستخدماً استراتيجيات متعددة.
وقال لوما: “قام الحسن الثاني بإنشاء ما يمكن وصفه بـ’حكومة موازية’ لإضعاف حكومة عبد الله إبراهيم. كان يعين وزراء في مناصب حساسة لمراقبة الوزراء الرسميين والتجسس عليهم.”
وأضاف: “كان الحسن الثاني يسيطر بشكل كامل على الموارد المالية للدولة. حتى أن عبد الله إبراهيم كان يقول: ‘الفلوس أنت مولاهم، أنا ما نوقع شيك’.”
وفي سياق حديثه عن الحركات الثورية، كشف المتحدث عن تجربته الشخصية في التدريب على حرب العصابات وارتباطاته بحركات ثورية عالمية، بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ومن الجوانب المثيرة في شهادته، روى لوما تفاصيل عن لقاء جمع الثوري الأرجنتيني تشي جيفارا بمسؤولين مغاربة في أواخر الخمسينيات. وقال: “كان جيفارا مهتماً بدراسة إمكانية تطبيق نموذج حرب العصابات في المغرب، خاصة في منطقة الريف.”
وتطرق لوما إلى دور المرأة في حركات المقاومة، مسلطاً الضوء على شخصيات نسائية بارزة مثل ثريا الشاوي. وقال: “كانت ثريا رمزاً للنضال النسائي في تلك الفترة. لكن للأسف، لم يكن دور المرأة المغربية في المقاومة بارزاً كما كان الحال في الجزائر، حيث برزت أسماء مثل جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي.”
وأشار لوما إلى سلسلة من الاغتيالات السياسية التي هزت المغرب في تلك الفترة، معتبراً إياها جزءاً من الصراع على النفوذ بين مختلف الأطراف السياسية.
وختم لوما حديثه بالإشارة إلى الرؤى المتنافسة لمستقبل المغرب في تلك الفترة. وقال: “كان هناك صراع بين الرؤية الملكية التي سعت لبناء دولة قوية تحت قيادة الملك، ورؤية الحركة الوطنية التي دعت إلى مزيد من الديمقراطية، إضافة إلى رؤية راديكالية تبنتها بعض الحركات اليسارية.”