كشفت رجاء الرامي، مديرة معهد “ديكارت” لتعلم اللغات بالعيون، عن طفرة غير مسبوقة في الإقبال على تعلم اللغة الألمانية في المغرب.
وأشارت الرامي إلى أن هذا التوجه الجديد يعود إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، أصبحت اللغة الألمانية مطلوبة بشكل متزايد في مجالات التكوين المهني والطبي وشبه الطبي. فالكفاءات المغربية باتت محل تقدير كبير في سوق العمل الألماني، مما جعل إتقان اللغة عاملاً حاسماً في فتح آفاق مهنية جديدة للشباب المغربي.
وأوضحت الرامي أن ألمانيا أصبحت وجهة مفضلة للعديد من المغاربة الراغبين في استكمال دراساتهم أو البحث عن فرص عمل، خاصة في المجالات الطبية وشبه الطبية.
وأضافت أن سوق العمل الألماني يشهد طلباً متزايداً على الكفاءات المغربية، مما يجعل تعلم اللغة استثماراً مستقبلياً واعداً.
وفيما يتعلق بالفئات العمرية الأكثر إقبالاً على تعلم الألمانية، أشارت الرامي إلى أن الشباب بين 17 و34 عاماً هم الأكثر حماساً لتعلم هذه اللغة، مما يعكس وعياً متزايداً بأهميتها في سوق العمل الدولي.
وعلى صعيد آخر، أكدت الرامي أن اللغات الأخرى لا تزال تحظى بأهمية كبيرة. فاللغة الفرنسية لا تزال الخيار الأول للطلاب الراغبين في متابعة دراستهم في الدول الفرنكوفونية، بينما تحافظ اللغة الإنجليزية على مكانتها كلغة عالمية أولى.
أما اللغة الإسبانية، فتبقى مطلوبة خاصة في المناطق الجنوبية والشمالية من المغرب، نظراً للروابط الثقافية والاقتصادية مع إسبانيا.
وختمت الرامي حديثها بالإشارة إلى أن هذا التنوع اللغوي يعكس انفتاح الشباب المغربي على العالم وحرصهم على تطوير مهاراتهم اللغوية لمواكبة متطلبات سوق العمل العالمي المتغير.
وقال محمد وهو أحد الطلاب الذين يدرسون اللغة الألمانية بالمركز “أتعلم اللغة الألمانية نظرا لما تتيحه البلد من فرص للشغل، بطريقة قانونية عكس الطرق غير الشرعية وهي الهجرة التي يعمد إليها عديد الشباب”.
ويضيف المتحدث نفسه:” لدي عديد الدبلومات المهنية والتي تخولني ولوج سوق الشغل الألماني، لكن الخطوة الأولى تعتمد على تعلمي للغة الألمانية”.
تقول دليلة وهي طالبة بالمركز أيضا: “اخترت اللغة الألمانية لأنني أرى إقبالاً كبيراً عليها”. وتضيف أن اللغة الألمانية تتكامل بشكل جيد مع اللغات الأساسية المستخدمة في المغرب، مما يجعلها خياراً استراتيجياً للتواصل الدولي.
ومن المثير للاهتمام أن خلفية دليلة في مجال التجارة كانت عاملاً حاسماً في قرارها. فهي ترى أن إتقان اللغة الألمانية سيمكنها من التفاعل بشكل أفضل مع الشركاء الألمان، وتسهيل عملية استيراد المنتجات الألمانية إلى المغرب.
وتؤكد: “أريد أن أساهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين المغرب وألمانيا”.
بالإضافة إلى الدوافع المهنية، أعربت دليلة عن حبها للغة الألمانية وثقافتها، فهي ترى أن تعلم هذه اللغة هو استثمار في تطوير الذات، خاصة مع تزايد الطلب عليها في سوق العمل العالمي.