الرئيسية / نبض المجتمع / فيضانات الجنوب الشرقي تكشف هشاشة البنية التحتية وتُجدد المطالب بتعزيز السدود وتخزين المياه

فيضانات الجنوب الشرقي تكشف هشاشة البنية التحتية وتُجدد المطالب بتعزيز السدود وتخزين المياه

نبض المجتمع
راوية الذهبي 11 سبتمبر 2024 - 20:00
A+ / A-

تسببت الفيضانات التي شهدها الجنوب الشرقي قبل أيام  في خسائر كبيرة على مستوى البنية التحتية والمنازل والمزارع، ما دفع العديد من الفاعلين والخبراء إلى الدعوة لتعزيز السدود وبناء بنيات تحتية متطورة لتجميع المياه وتفادي تكرار مثل هذه الكوارث الطبيعية.

تلك الأمطار الرعدية الغزيرة، التي جرفت معها أطنانًا من المياه دون الاستفادة منها، كشفت عن ضعف البنية التحتية في التعامل مع الأزمات المناخية، وهو ما أعاد إلى الواجهة ضرورة تحسين المنظومة المائية في المنطقة.

الفيضانات كشفت هشاشة البنية التحتية

تسببت الفيضانات التي اجتاحت الشوارع والأحياء السكنية بالجنوب الشرقي في انهيار عدد من المنازل الطينية، كما تضررت المزارع بشكل كبير.

الخسائر لم تقتصر فقط على الجانب المادي، بل عرقلت أيضًا حركة السير وتسببت في أضرار جسيمة للفلاحين الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، وسط غياب السدود الصغيرة والمتوسطة التي كان من الممكن أن تساهم في تجميع هذه المياه.

وقد أظهرت  مقاطع الفيديوهات والصور المتداولة حجم الفيضانات التي أغرقت المنطقة، حيث وثقت القوات المساعدة تدخلاتها لإجلاء المواطنين من المناطق المحاصرة بالسيول، خاصة في ورزازات وتنغير.

وما لعل ما يزيد من تعقيد الوضع هو غياب أنظمة الإنذار المبكر مثل صفارات الإنذار، حيث تم اللجوء إلى مكبرات الصوت في المساجد لتحذير السكان وإخلاء المناطق المهددة.

مطالب بتعزيز السدود والبنية التحتية المائية

أمام هذا الوضع الكارثي، تجددت الدعوات من الخبراء والمهتمين بمجال المياه إلى ضرورة بناء سدود تلية صغيرة ومتوسطة قادرة على احتواء كميات المياه الكبيرة التي تأتي مع الفيضانات.

إذ يرى المتخصصون أن هذا النوع من السدود يمكن أن يسهم في الحد من الفيضانات من جهة، وفي الحفاظ على الموارد المائية الضرورية لسقي المحاصيل الزراعية من جهة أخرى.

فالمياه التي تُهدر بسبب غياب هذه السدود كان من الممكن استغلالها في تحسين الإنتاج الفلاحي، وهو ما من شأنه أن يساهم في تعزيز الأمن الغذائي في هذه المنطقة المعروفة بشح المياه.

وفي هذا الصدد، أشارت نزهة مقداد، النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية، في سؤال موجه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى الأضرار التي لحقت بالفلاحين نتيجة الأمطار الرعدية، وطالبت الوزارة بإحصاء هذه الأضرار واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويض المتضررين بشكل عاجل وفعال. كما دعت إلى ترميم القناطر والطرق والمنشآت التي تضررت بفعل السيول، لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مع قدوم موسم الأمطار المقبل.

التأخر في الاستجابة يفاقم الأزمة

من جهتهم، عبّر سكان إملشيل، وهي إحدى المناطق الأكثر تضررًا، عن استيائهم من ضعف استجابة السلطات المحلية والمجالس الجماعية لنداءاتهم. حيث وصفوا الوضع بـ”الكارثي”، مشيرين إلى أن التدخلات كانت بطيئة وغير فعالة، مما أدى إلى تفاقم الخسائر.

السكان أوضحوا أن مشكلات تصريف مياه الأمطار المزمنة ساهمت بشكل كبير في تفاقم الأزمة، حيث لم تتمكن البنية التحتية المهترئة من التعامل مع الكميات الهائلة من المياه.

هذا الوضع الكارثي لم يكن جديدًا، فقد شهدت المنطقة حالات مماثلة في السنوات الماضية، مما يبرز الحاجة الملحة لتطوير منظومة مائية متكاملة تستطيع حماية السكان والمزارعين من تداعيات الفيضانات.

وبالرغم من وجود بعض السدود في المنطقة، إلا أنها لم تعد قادرة على استيعاب الكميات الكبيرة من المياه، وهو ما أدى إلى هدر كميات هائلة من الموارد المائية كان يمكن توظيفها بشكل أفضل في الفلاحة أو تعزيز الفرشة المائية الجوفية.

الحاجة إلى استثمارات مستدامة في البنية التحتية

يرى الخبراء أن الوضع الحالي للمنطقة يشكل فرصة للتفكير في حلول مستدامة على المدى الطويل. فتطوير البنية التحتية المائية من خلال بناء سدود إضافية صغيرة ومتوسطة، سيساهم في الحد من الآثار السلبية للفيضانات، كما سيعزز من الاستفادة القصوى من المياه المتاحة.

من جهة أخرى، يرى المتخصصون أن توسيع شبكة الطرق المائية بين الأحواض المائية، كما حدث بين حوضي سبو وأبي رقراق، قد يكون حلاً مناسبًا لتوزيع المياه بشكل عادل وتخفيف الضغط على المناطق التي تعاني من شح الموارد المائية.

في هذا السياق، يشير الفاعلون في مجال البيئة والماء إلى أن بناء السدود وتطوير البنية التحتية يجب أن يكونا جزءًا من خطة شاملة للتعامل مع تغير المناخ وتداعياته على المغرب، خاصة وأن البلاد تشهد تقلبات مناخية متزايدة تتمثل في موجات الجفاف والفيضانات المتكررة.

يشار أن الفيضانات التي ضربت الجنوب الشرقي للمغرب مؤخرًا، وما تلاها من خسائر مادية وبشرية، دعوة صريحة للسلطات للتحرك العاجل من أجل تحسين البنية التحتية وتعزيز منظومة إدارة المياه، كما االسكان والمزارعون المتضررون ينتظرون الدعم الفعلي من السلطات والجهات المعنية لتعويضهم عن خسائرهم وضمان عدم تكرار هذه الكوارث في المستقبل.

يذكر أنه في ظل التحذيرات المستمرة من تساقطات مطرية رعدية التي قد تشهدها المنطقة قريبًا، فإن الحاجة إلى تحسين التدابير الوقائية والرفع من فعالية البنية التحتية المائية أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لضمان سلامة المواطنين والممتلكات وتحقيق تنمية مستدامة في الجنوب الشرقي للمملكة.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة