يحتفل المغاربة بذكرى مولد خير البرية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لما تكتسيه هذه الذكرى من أهمية خاصة لدى المسلمين قاطبة.
وأشار الحاج أحمد اليربوعي، إمام وخطيب المسجد الكبير بتراست، أنه منذ فجر الإسلام، عُرف المغرب بتمسكه الشديد بحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، هذا الحب المتجذر في قلوب المغاربة تجلى في احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف، والتي توثقها المصادر التاريخية منذ القرن السابع الهجري.
وتعتبر هذه الاحتفالات من أهم مظاهر التعبير عن المحبة النبوية في المغرب. ويرى الحاج اليربوعي أن هذا الارتباط الوثيق بالنبي وآل بيته كان حصنًا منيعًا حمى المغرب من الفتن والاضطرابات التي عصفت بدول إسلامية أخرى.
فالمغرب، بتنوعه العرقي والثقافي، وجد في حب النبي والتمسك بتعاليم الإسلام عاملًا موحدًا وجامعًا لكل أطياف المجتمع. ومن مظاهر هذا الحب والتمسك في المغرب، يوضح الحاج اليربوعي “الاهتمام الكبير بحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتدبره، التمسك بالسنة النبوية الشريفة، احترام وتقدير آل البيت – وهو ما تجسد في الحكم العلوي الشريف الذي استمر لأكثر من 400 عام – والوحدة المذهبية والعقائدية والصوفية التي ميزت المغرب”.
وأكد الحاج اليربوعي أن “هذا النهج القويم، المتمثل في طاعة الله ورسوله وأولي الأمر، هو سر استقرار المغرب وازدهاره. فالاحتفال بالمولد النبوي ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو تعبير عن هوية وطنية وإسلامية راسخة تجمع كل المغاربة”.
وفي ختام تصريحع، دعا الحاج اليربوعي الله أن يديم على المغرب نعمة الاستقرار والازدهار تحت ظل الحكم الرشيد، وأن يعزز محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الأجيال القادمة.
إن احتفال المغرب بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد تقليد، بل هو تجسيد لعمق الإيمان وصدق المحبة للرسول الكريم، وهو ما يجعل من هذه المناسبة فرصة للتأمل والتجديد الروحي لكل المغاربة، مؤكدين على الدور المحوري لحب النبي في وحدة الأمة واستقرارها.