تعتبر هجرة القاصرين غير المرفقين عبر باب سبتة ظاهرة بارزة في مشهد الهجرة المغربية. ورغم أنها ليست جديدة، إلا أنها تستمر في لفت الانتباه بسبب تصاعدها المستمر.
في هذا السياق، يرى حسن بن طالب، الباحث في شؤون الهجرة، أن هذه الهجرة جزء لا يتجزأ من الديناميكية العامة للهجرة في المغرب. إذ يُلاحظ منذ سنوات ارتفاع في عدد القاصرين الذين يسعون إلى أوروبا عبر الحدود.
إلى جانب ذلك، يوضح بن طالب أن هذه الظاهرة كانت دائمًا حاضرة، إلا أنها كانت تعاني من التعتيم الإعلامي والتجاهل الأكاديمي. القليل من الباحثين تطرقوا لهذا الموضوع بشكل مفصل.
من جهة أخرى، طرأت تغييرات على طبيعة القاصرين المهاجرين. ففي السابق، كان المهاجرون غالبًا من الفئات المهمشة، لكن اليوم نرى قاصرين من الطبقة الوسطى ينضمون إلى موجات الهجرة.
علاوة على ذلك، أصبحت الأسر المغربية تنظر إلى الهجرة كجزء من مشروع مستقبلي لأبنائها. يسعى الآباء لتأمين فرص تعليمية أفضل لأطفالهم في الخارج، مستغلين الدعم الذي تقدمه بعض الدول الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، يربط بن طالب بين هذه الظاهرة وأزمة أعمق تتعلق بالعلاقات غير المتوازنة بين الشمال والجنوب. إذ أن الفجوة الاقتصادية تغذي دافع الهجرة المستمر.
وبالرغم من المخاوف التي تثيرها هذه الهجرة في أوروبا، يؤكد بن طالب أن الحلول المتاحة حتى الآن غير كافية. المؤتمرات والمناقشات لم تنتج حلًا جذريًا للأزمة.
في النهاية، يرى بن طالب أن الهجرة ستبقى مستمرة طالما استمر غياب العدالة الاقتصادية بين دول الشمال والجنوب. حقوق الإنسان، بما فيها حق التنقل، لا تزال جزءًا من المعادلة العالمية المعقدة.