تحدث محمد عبد الوهاب رفيقي، القيادي السابق في التيار السلفي الجهادي، عن تجربته الشخصية وتطور أفكاره على مر السنين.
وقال “إن مسيرتي الفكرية والشخصية قد مرت بمراحل عديدة ومتنوعة. لقد نشأت في بيئة دينية متشددة، حيث كان والدي يتبنى نهجاً صارماً في التربية. ومع ذلك، فقد اكتسبت منه قيماً إيجابية، أهمها الصدق والأمانة في القول والعمل.
عندما نتحدث عن السلفية الجهادية، يضيف أبو حفص، من المهم التمييز بين ما كانت عليه قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 وما آلت إليه بعد ذلك. في تلك الفترة، كان التيار السلفي الجهادي يركز بشكل أساسي على القضايا التي تشهد صراعاً بين الدول الكبرى والشعوب الإسلامية، مثل قضية فلسطين وأفغانستان.
وزاد “كنا في ذلك الوقت نرفض أي عمليات تفجيرية أو عنف في بلاد المسلمين، وهو مبدأ أساسي اختلف عما تطور إليه الفكر السلفي الجهادي لاحقاً. لقد مررت بصدمات متتالية دفعتني إلى مراجعة أفكاري باستمرار، مع بقاء تأثير التربية الأولى حاضراً في شخصيتي”.
وتابع “في بداية الألفية، كنت أُعتبر من أكثر الأشخاص اعتدالاً داخل التيار السلفي الجهادي. كانت لدينا علاقات جيدة مع مختلف الأطياف، بما في ذلك الصحفيين الذين كان يُنظر إليهم من قبل البعض على أنهم ‘أعداء الأمة’. كما كنت حريصاً على ارتداء اللباس المغربي التقليدي، رافضاً تبني الزي الأفغاني الذي كان شائعاً في بعض الأوساط المتشددة”.
وأضاف: “اليوم، وبعد مرور السنين، أجد نفسي متصالحاً مع ماضيي وحاضري. لقد تطورت أفكاري وخياراتي، حتى في أمور قد تبدو بسيطة كاختيار الألوان في الملبس. إن هذا التطور هو نتيجة لتجارب الحياة والتفكير المستمر في المواقف والأفكار التي تبنيتها سابقاً.”
وزاد عبد الوهاب رفيقي تصريحه بالتأكيد على أهمية الحوار والانفتاح على مختلف وجهات النظر، داعياً إلى فهم أعمق للتحولات الفكرية التي يمر بها الأفراد والمجتمعات.
تحدث محمد رفيقي عن تجربته الفريدة التي قادته من السجن إلى منصب مستشار في وزارة العدل. وكشف رفيقي عن التناقضات والتحديات التي واجهها خلال هذه الرحلة.
وأشار رفيقي إلى الصراع الداخلي الذي عاشه بين التزاماته الدينية وميوله الشخصية، قائلاً: “كان علي أن أتصالح مع ذاتي وأوفق بين ما أظهره للعالم وما أشعر به داخلياً”. وأضاف أنه قرر في النهاية عدم إخفاء اهتماماته مثل حبه لكرة القدم، رغم انتقادات بعض الشخصيات الدينية.
وتطرق رفيقي إلى المفارقة الغريبة في مساره المهني، حيث أصبح يعمل جنباً إلى جنب مع القاضي الذي حقق معه سابقاً. وقال: “كان الأمر صادماً في البداية، لكن تجاربي في الحياة جعلتني أتقبل مثل هذه التحولات”.
وختم رفيقي حديثه بالإشارة إلى قسوة تجربته في السجن الانفرادي، مقارناً إياها بسجن جوانتانامو. وأكد أن هذه التجارب القاسية هي ما جعلته قادراً على التكيف مع التغيرات الكبيرة في حياته.