يفتتح البرلمان غدا الجمعة، طبقا لمقتضيات الفصل 65 من الدستور، السنة التشريعية الرابعة من الولاية البرلمانية الحالية، في ظل أجندة تشريعية مكثفة ومهيكلة من شأنها أن ترسم معالم مرحلة جديدة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ويترقب المتتبعون للشأن البرلماني هذا الدخول التشريعي تحديدا، نظرا لأهمية مشاريع القوانين المعروضة على أنظار البرلمان أو تلك التي ستتم إحالتها خلال هذه الدورة، والتي ستكون محل نقاش واسع بين مختلف المكونات السياسية والنقابية والمهنية الممثلة في المؤسسة التشريعية، ومحط اهتمام طيف واسع من المجتمع.
وفي هذا السياق، أكد إدريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، أن الدخول البرلماني الحالي يأتي في سياق سياسي واقتصادي واجتماعي موسوم بمجموعة من التحديات، لعل أبرزها إشكالية الفيضانات التي عرفتها مجموعة من مناطق المملكة، ورهان الدخول المدرسي والجامعي فضلا عن موضوع التشغيل الذي يحظى بأهمية كبرى.
وفي هذا الإطار، أورد السنتيسي في حديث صحفي بمناسبة افتتاح البرلمان المغربي بمجلسيه يوم الجمعة المقبل، أن إشكالية الماء والجفاف الذي جاءت في العديد من الخطب الملكية، تتطلب منا العمل سويا، كل من موقعه، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، من أجل تجاوز وضعية الإجهاد المائي التي تعرفها المملكة.
وسجل السنتيسي أن إشكالية غلاء الأسعار وحماية القدرة الشرائية، التي تعد من القضايا التي ما فتئ في الفريق الحركي يطرحها منذ بداية الولاية البرلمانية، مشددا أن هذا الأشكال يتطلب اتخاذ إجراءات ضرورة من قبل الحكومة للتخفيف من تداعياتها على المواطنين.
وبخصوص حدود التنسيق بين فرق المعارضة، أكد السنتيسي أنه سبق أن “أكدنا مرارا أننا لسنا ملزمين بالتنسيق” ” فقد نتفق في بعض القضايا لكن لكل منا طريقة عمله، إلا أن الأهم هو أن نقوم بدورنا”، مبرزا أن حصيلة عمل المعارضة تتحدث عن نفسها من حيث الرقابة والتشريع وتقييم السياسات العمومية، ونقل هموم المواطنين ومشاكلهم.
وأضاف السنتيسي أنه بالنسبة لنا فإن السؤال الأهم هو مدى نجاعة الحكومة التي تدبر وتسير الشأن العام..
وتابع رئيس الفريق الحركي أنه من موقعنا في المعارضة المسؤولة والمواطنة، سنعمل على طرح كل القضايا التي طوقنا بها المواطنون بمختلف فئاتهم، ليس من منطلق الانتقاد، بل سنتقدم باقتراحاتنا وبدائلنا أيضا.
بالموازاة أشاد السنتيسي بالدبلوماسية المغربية التي حققت مكتسبات غير مسبوقة لصالح قضية الوحدة الترابية للمملكة ومصالحها الاستراتيجية، وهو أمر ليس من قبيل الصدفة بل جاء نتيجة للتوجيهات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورؤيته البعيدة المدى للسياسة الخارجية للبلاد، قائلا إن الدبلوماسية البرلمانية، تكتسي أهمية كبرى في الترافع عن القضايا الوطنية.
كما نوه السنتيسي بمجهودات رئيسي مجلسي البرلمان، مشيرا إلى أن البرلمان المغربي، يستقبل أسبوعيا وفودا من جميع بقاع العالم، كما أن النواب البرلمانيين دائمي الحضور في جميع الملتقيات الدولية.
وفي هذا السياق، خلص السنتيسي إلى التأكيد على ضرورة تجويد عمل النواب والنائبات بما يتطلب تكوينا موازيا في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية.