أفاد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن المغرب نفذ خلال العام الجاري 2024 نحو 70 عملية استمطار صناعي، مشيراً إلى أن هذه التقنية التي تُستعمل حالياً في ثلاث مناطق هي أزيلال، الحاجب، وبني ملال، ستشمل قريباً كافة المناطق الجبلية في البلاد، في إطار خطة تهدف لتعزيز الموارد المائية ومكافحة شح الأمطار.
وخلال حديثه في مجلس المستشارين، أوضح نزار بركة أن تقنية الاستمطار الصناعي تُطبق بواسطة أسطول من الطائرات والمولدات الأرضية، وتُستخدم في الأوقات التي تكون فيها السحب محملة بكميات كبيرة من المياه، ما يجعل العملية ذات كفاءة ونتائج فعالة. وأشار إلى أن هذه التقنية مكلفة وتحتاج إلى رصد دقيق للظروف الجوية، مضيفاً أن الوزارة تسعى لتوسيع نطاق عمليات الاستمطار الجغرافي والزمني لتشمل جميع المناطق الجبلية وعلى مدار العام.
وأكد الوزير أن الاستمطار الصناعي في المغرب يخضع لبرنامج علمي دقيق يتبع المعايير الدولية، مشيراً إلى أنه لم يتم استخدام هذه التقنية في المناطق التي شهدت فيضانات مؤخراً في جنوب شرق المملكة، ما ينفي الشائعات حول دور الاستمطار الصناعي في تلك الفيضانات.
وأوضح بركة أن المغرب يعتمد برنامج “الغيث” الذي ينفذ عمليات الاستمطار في ظروف جوية مستقرة وغير مصحوبة بتحذيرات أمطار قوية.
كما أوضح الوزير أن المغرب يعد من الدول القليلة التي تمتلك الخبرات اللازمة لتنفيذ عمليات الاستمطار الصناعي، ولديه تجربة واسعة في هذا المجال؛ حيث جرت 140 عملية استمطار منذ عام 2021، منها 70 عملية في العام الجاري وحده، وذلك باستخدام الطائرات في 40 عملية، فيما نُفذت 30 عملية أخرى بالمولدات الأرضية.
وفي إطار تحسين كفاءة عمليات الاستمطار الصناعي، تخطط الوزارة لإدخال تكنولوجيات حديثة وزيادة الموارد البشرية، بالإضافة إلى تحسين الحوكمة في إدارة “برنامج الغيث”، الذي يُشرف عليه عدة مؤسسات حكومية، منها وزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالإضافة إلى الدرك الملكي وإدارة الدفاع الوطني واللجنة العليا الوطنية المكلفة بإدارة البرنامج.
ويأتي توسيع نطاق عمليات الاستمطار الصناعي كتوجه استراتيجي للمغرب لتأمين حاجته من المياه في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وتراجع الموارد المائية.