أصدر وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، قرارًا يقضي بإنشاء مديريات إقليمية للوزارة موزعة على مستوى دوائر محاكم الاستئناف، ضمن توجه وزارة العدل نحو تبني نظام لا ممركز يهدف إلى تحديث المنظومة القضائية وتسهيل ولوج المواطنين إلى العدالة.
ويأتي هذا القرار في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز فاعلية الخدمات القضائية وضمان استقلالية المديريات على الصعيدين الإداري والمالي، بما يواكب احتياجات كل دائرة قضائية على حدة.
وستتولى المديريات الإقليمية مسؤوليات متعددة، تشمل الإشراف على الشؤون الإدارية والمالية للمحاكم، وتنسيق الجهود المحلية، وإعداد البرامج والميزانيات بما يتماشى مع المتطلبات الخاصة لكل منطقة.
وأكد وهبي أن القرار سيعزز الحوكمة ويرتقي بمعايير العدالة، موضحًا أن تأسيس هذه المديريات يمثل خطوة محورية في مسار دعم اللامركزية وتبني التحول الرقمي داخل النظام القضائي.
وتشمل المهام الموكلة إلى هذه المديريات الإشراف على تطوير البنية التحتية الرقمية للمحاكم وتوفير الموارد البشرية اللازمة، إضافة إلى تحسين إدارة الأرشيف لضمان سلاسة الخدمات المقدمة للمواطنين. كما ستتيح المديريات الإقليمية إبرام شراكات محلية مع السلطات الترابية والفاعلين المحليين، لتعزيز التواصل المؤسساتي وتوفير عدالة مجتمعية تتماشى مع رؤية الوزارة لتقديم خدمات قضائية منصفة وفعالة في كافة أنحاء المملكة.
وفي عرضه لحصيلة منجزات وزارة العدل لسنة 2024، أشار وهبي إلى تحقيق تقدم في عدة مجالات، أبرزها تطوير البنية التحتية للمحاكم، وتسهيل الولوج إلى العدالة، وتعزيز التنسيق بين وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية. كما تناول جهود الوزارة في تنفيذ المخطط التشريعي وتكريس مقاربة النوع وتعزيز تدبير الموارد المالية بشكل فعال.
وعلى صعيد المشاريع الجاهزة، أشار وهبي إلى أن الوزارة أنهت أشغال 21 مشروعًا جاهزًا للتدشين بتكلفة إجمالية بلغت 255,22 مليون درهم. كما تعمل الوزارة على تتبع 59 مشروعًا قيد الإنجاز، منها 18 مشروعًا للبناء و41 مشروعًا للتهيئة والصيانة، وتهدف الوزارة من خلال هذه المشاريع إلى تحسين البيئة القضائية وتوفير فضاءات حديثة وملائمة للعمل القضائي.
أما فيما يخص المشاريع المستقبلية لسنة 2025، فأوضح الوزير أن الوزارة ستركز على استكمال النصوص التشريعية المتعلقة بقطاع العدالة، والعمل على تعزيز الكفاءة الإدارية عبر التحول الرقمي، إلى جانب الشروع في الدراسات اللازمة لبناء 15 مشروعًا جديدًا في مختلف جهات المملكة.
