يعرض معرض كوغل الشهير بباريس، لوحتان تاريخيتان نادرتان تجسدان صفحة مهمة من تاريخ العلاقات الدبلوماسية المغربية-البريطانية في القرن الثامن عشر. اللوحتان، اللتان تم اكتشافهما في أكتوبر 2022، تصوران سفيرين مغربيين في البلاط الملكي البريطاني.
وعن تفاصيل اللوحتين التاريخيتين، تمثل اللوحة الأولى، التي رسمها مايكل دال (1659-1743)، الأميرال الحاج عبد القادر بيريز، الذي كان سفيرا للسلطان مولاي إسماعيل في لندن خلال الفترة من 1723 إلى 1724، وقد استقبله الملك جورج الأول وولي العهد في أغسطس 1724. عاد بيريز لاحقا كسفير للسلطان مولاي علي بن إسماعيل لدى الملك جورج الثاني من 1737 إلى 1741.
أما اللوحة الثانية، فهي من إبداع إينوخ سيمان (1694-1744)، وتصور محمد بن علي أبغالي، الذي خلف بيريز كسفير للمغرب في إنجلترا من 1725 إلى 1727. وكان أبغالي عضواً في الجمعية الملكية البريطانية وعلى تواصل مع رئيسها مارتن فولكس.
تتجاوز أهمية هاتين اللوحتين قيمتهما الفنية، إذ تمثلان توثيقا دقيقا للأزياء والثقافة المغربية في تلك الفترة، فالرسامان حرصا على تصوير التفاصيل بدقة، من السيوف المغربية التقليدية “النمشة” إلى القفطان والحزام المطرز والسلهام.
كانت اللوحتان في ملكية السير كليمنت كوتريل (1686-1758)، رئيس المراسم المسؤول عن استقبال السفراء الأجانب. ظلت اللوحتان معلقتين لأكثر من 250 عاماً في منزله الريفي بأكسفوردشاير، قبل أن تنتقل إلى مجموعة خاصة في الولايات المتحدة عام 2002.
وأكد المؤرخ وجامع التحف إسماعيل زنيبر أن المغرب بحاجة إلى البقاء متيقظا لمثل هذه القطع الفنية والتاريخية المعروضة للبيع في العواصم العالمية.
وشدد على أهمية اقتناء الدولة المغربية لهذه الأعمال التي تمثل جزءا من تراثها الدبلوماسي والثقافي، بدلا من تركها تذهب إلى مجموعات خاصة بعيدا عن أنظار الجمهور.
ويعرض معرض كوغل اللوحتين معا للبيع منذ حوالي عامين أو ثلاثة بسعر 450 ألف يورو، مما يمثل فرصة فريدة للمغرب لاستعادة جزء مهم من تراثه التاريخي والدبلوماسي.